فَكْرَةُ إنْشَاءَ وَطَنٍ خَاصٍ بِالْيَهُود
الْمَصَالِحِ الَّتِي تَتَنَازَع عَنْهَا الدُّوَل الْعُظْمَى (روسيا ، وفرنسا وبريطانيا و . . . ) بِالتَّحْلِيل الْوَاقِعِيّ لَيْسَت اطماعا استعمارية فَقَط ، أَو صراعا فَوْق أَرْضَ فِلَسْطِينَ الْمُحْتَلَّة كصراع نموذجي مِن الصراعات الْعَادِيَةِ كَمَا لايمكن اعْتِبَارِه صراعا بَيْن قُوَى مُخْتَلِفَةٌ للسيطرة عَلَى أَرْضٍ فِلَسْطِينَ لِأَغْرَاض عَسْكَرِيَّة ، اقْتِصادِيَّة اوحتى أَغْرَاض دِينِيَّة ، وَإِنَّمَا افكارا(صهيونية) يَهُودِيَّة استيطانية ، فَكَرِة إنْشَاء وَطَن يهودي،عَلَى حَدِّ مَا تَمَّ تَارِيخِه وارشفته. إِن الحركيون الْيَهُود بزعامة هرتزل - حَاوَلُوا بدعم أوروبي شَارَكْت فِيهِ آنذاك كُلٍّ مِنْ أَلْمانِيا ، النامسا ، أَمْرِيكا وَبالأَخَصّ رُوسْيَا ، فَرَنْسَا وبريطانيا ، للضغط عَلَى الْخِلَافَةِ الْعُثْمَانِيَّة لانتزاع مِيثَاق مِنْ السُّلْطَانِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الثَّانِي يَمْنَح الْيَهُود حَقّ الِاسْتِيطَان فِي فِلَسْطِينَ وَالسَّمَاح بهجرتهم إلَيْهَا ، غَيْرِ أَنْ السُّلْطَانَ الْعُثْمَانِيّ رَفَض الضغوط الأوروبِّيَّة وإغراءات الْيَهُود .
لَقَد تَجَمَّعَت الْمَصَالِح الاسْتِعَمَارِيَّة الأوروبِّيَّة بِقَطْع أَرْضَ فِلَسْطِينَ مِنْ الْوَطَنِ الْعَرَبِيّ مَع الْمَصَالِح الصِّهْيُونِيَّة بِإِقَامَة وَطَن قَوْمِي لِلْيَهُود ، وَالْقَادَة الاوربيون هُم الصهاينة بِالْمَعْنَى الصَّحِيح هُمْ الَّذِينَ عُرِضُوا عَلَى الْيَهُودِ إقَامَة وَطَن لَهُمْ فِي فِلَسْطِينَ ، قَبْلَ أَنْ تَبْدَأَ الْحَرَكَة الصِّهْيُونِيَّة بِسَنَوَات طَوِيلَة ، لِلتَّخَلُّص مِنْهُم لِأَنَّهُم أَصْبَحُوا يشكلون ثِقَلًا وعبئا عَلَى أَرْضٍ أُورُوبَّا بَل وَحَتَّى رُوسْيَا وَأَمْرِيكَا وَعَلَى الأَخَصُّ مِنْ جَانِبٍ فَرَنْسَا وبريطانيا فِي مُحَاوَلَةِ لِلتَّخَلُّصِ مِنْ الْمُشْكِلَة الْيَهُودِيَّة فِي أُورُوبَّا وَتَحْقِيق مكاسب استعمارية مِنْ الدّوْلَةِ الْيَهُودِيَّة .
فَقَرَرْت الْحُكُومَة البِريطَانِيَّة بَعْدَه الانْسِحابَ مِنَ فِلَسْطِينَ ، تَارِكُة الْبِلَاد لِأَهْلِهَا وَذَلِكَ بَعْدَ أَنْ تَأَكَّدَت أَنَّ الْيَهُودَ قَادِرُونَ عَلَى تَسَلَّم زِمَام الْأَمْر، فَحَال خُرُوجُهَا فِي مَايُو عَام (1948)م أَعْلَن الْيَهُود دَوْلَتِهِم ، الَّتِي اعْتَرَفَت بِهَا أَمْرِيكا بُعْدُ إحْدَى عَشْرَةَ دَقِيقَةٌ . وَلَا يُمْكِنُنَا حَسَر التَّآمُر فِي وَزِيعَة الشَّرْقِ الأوْسطِ عَلَى فَرَنْسَا وبريطانيا فَقَطْ وَإِنَّمَا نَجِد دُوَلٌ أُخْرَى لَهَا نَفْسٌ الْأَطْمَاع ، مِنْهَا أَمْرِيكا ، رُوسْيَا ، أَلْمانِيا ، ونسرد فِي هَذَا السِّيَاقِ الدَّوْر الأمريكِيّ ، فِي النِّقَاط التَّالِيَة:
لَقَد تَجَمَّعَت الْمَصَالِح الاسْتِعَمَارِيَّة الأوروبِّيَّة بِقَطْع أَرْضَ فِلَسْطِينَ مِنْ الْوَطَنِ الْعَرَبِيّ مَع الْمَصَالِح الصِّهْيُونِيَّة بِإِقَامَة وَطَن قَوْمِي لِلْيَهُود ، وَالْقَادَة الاوربيون هُم الصهاينة بِالْمَعْنَى الصَّحِيح هُمْ الَّذِينَ عُرِضُوا عَلَى الْيَهُودِ إقَامَة وَطَن لَهُمْ فِي فِلَسْطِينَ ، قَبْلَ أَنْ تَبْدَأَ الْحَرَكَة الصِّهْيُونِيَّة بِسَنَوَات طَوِيلَة ، لِلتَّخَلُّص مِنْهُم لِأَنَّهُم أَصْبَحُوا يشكلون ثِقَلًا وعبئا عَلَى أَرْضٍ أُورُوبَّا بَل وَحَتَّى رُوسْيَا وَأَمْرِيكَا وَعَلَى الأَخَصُّ مِنْ جَانِبٍ فَرَنْسَا وبريطانيا فِي مُحَاوَلَةِ لِلتَّخَلُّصِ مِنْ الْمُشْكِلَة الْيَهُودِيَّة فِي أُورُوبَّا وَتَحْقِيق مكاسب استعمارية مِنْ الدّوْلَةِ الْيَهُودِيَّة .
فَقَرَرْت الْحُكُومَة البِريطَانِيَّة بَعْدَه الانْسِحابَ مِنَ فِلَسْطِينَ ، تَارِكُة الْبِلَاد لِأَهْلِهَا وَذَلِكَ بَعْدَ أَنْ تَأَكَّدَت أَنَّ الْيَهُودَ قَادِرُونَ عَلَى تَسَلَّم زِمَام الْأَمْر، فَحَال خُرُوجُهَا فِي مَايُو عَام (1948)م أَعْلَن الْيَهُود دَوْلَتِهِم ، الَّتِي اعْتَرَفَت بِهَا أَمْرِيكا بُعْدُ إحْدَى عَشْرَةَ دَقِيقَةٌ . وَلَا يُمْكِنُنَا حَسَر التَّآمُر فِي وَزِيعَة الشَّرْقِ الأوْسطِ عَلَى فَرَنْسَا وبريطانيا فَقَطْ وَإِنَّمَا نَجِد دُوَلٌ أُخْرَى لَهَا نَفْسٌ الْأَطْمَاع ، مِنْهَا أَمْرِيكا ، رُوسْيَا ، أَلْمانِيا ، ونسرد فِي هَذَا السِّيَاقِ الدَّوْر الأمريكِيّ ، فِي النِّقَاط التَّالِيَة:
الدَّوْر الأمريكِيّ :
كَانَ الدَّافِعُ وَرَاء حَرَكَة إعَادَة التوطين الْهَائِلَة لِلْيَهُود الرُّوس فِي الْخَارِجِ هُوَ المذابح الْيَهُودِيَّة فِي أَوَائِلِ ثمانينيات الْقَرْن التَّاسِعَ عَشَرَ ، وَاَلَّتِي اِجْتَاحَت المقاطعات الْجَنُوبِيَّة وَالْغَرْبِيَّة للإمبراطورية الروسية ، بَلَغَ عَدَدَ الْيَهُودِ الّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ رُوسْيَا إلَى الْوِلاَيَات الْمُتَّحِدَة الْأَمْرِيكِيَّة إلَى 41 أَلْفِ يَهُودِيٍّ وَكَان ذَاكَ مَا بَيْنَ سنة1871م و1880م ، وَفِي عَامِ 1882 وَحْدَه بَلَغ عَدَدِهِم 10489مهاجر يَهُودِيٌّ . هَكَذَا بَدَأ هُرُوب النَّاس المذعورين بِالْخَوْف بحثًا عَنْ رُكْنٍ عَلَى الْأَرْضِ ، حَيْثُ لَا يَتَعَرَّضُون لِلضَّرْب والاضطهاد بِسَبَب أَيْمَانِهِم .
فَضَّل الْيَهُود الرُّوس الِاسْتِقْرَارَ فِي الْمُدُنِ الْكَبِيرَة عَلَى السَّاحِلِ الشَّرْقِيّ ، وَخَاصَّةً فِي نِيُويُورْك ، وَاَلَّتِي كَانَ مِنْ الْمُقَرَّرِ أَنَّ تُصْبِحَ الْمَرْكَز الرَّئِيسِيّ لِلْهِجْرَة الْيَهُودِيَّة . مِنْ بَيْنِ 1 . 5 مِلْيُون مُهَاجِر وَصَلُوا إلَى هُنَا بَيْنَ عَامِّيٌّ 1881 و 1911 ، بَقِي 70٪ فِي الْمَدِينَةِ ،أَنْشَأ الْيَهُودِ النازحين مِنْ أُورُوبَّا الشَّرْقِيَّة ، وَقَبلَ كُلٌّ شَيْءٍ ، مِن الإمْبرَاطُورِيَّة الروسية أَكْبَر غِيتُو يَهُودِي فِي الْعَالَمِ فِي نِيُويُورْك . أَصْبَحْت الْمَنَازِل السكنية فِي الْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ الْأَدْنَى نُقْطَة النِّهَايَة لِرِحْلَة طَوِيلَة لِمُعْظَم الْمُهَاجِرِين الرُّوس الَّذِينَ فَرُّوا مِنْ مَنَازِلِهِمْ فِي بَالِي .
كُلّ الْيَهُودِ الّذِينَ هَاجَرُوا إِلَى أَمْرِيكا فِي وَقْتِ سَابِق يَعْتَبِرُون مِنْ الْمُهَاجِرِينَ البروتستانت الْأَوَائِل ، قَبْل وَعِنْد وُصُولِهِم لَم يتوقفوا عَنْ أَدَاءِ صَلَوَاتِهِم بِاللُّغَة العِبْرِيَّة ، و كَانُوا عِنْد ازْدِيَاد أَوْلَادِهِم ، يُطْلِقُون عَلَيْهِم أَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَى الْأَوْلَادِ وَعَلَى الْبَنَات ، وَأَبْنَاء وَبَنَات بَنِي إسْرَائِيلَ ، الْوَارِد ذِكْرِهِمْ فِي كِتَابِهِمْ التَّوْرَاة ، فَرَضُوا تَعْلِيم اللُّغَة العِبْرِيَّة فِي مدارسهم حَيْث شَبَّهُوا هِجْرَتَهُم مِن أُورُبّا إلَى أَمْرِيكا ، بِهِجْرَة الْيَهُود أَيَّام مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ ، مِنْ مِصْرَ إلَى فِلَسْطِينَ ، وَشَبَّهُوا أَمْرِيكا عَلَى أَنَّهَا (بلاد كَنْعَان الجديدة) أَي فِلَسْطِين ، وَنَظَرُوا أيضاً إلَى الهنود الْحُمُر وَهُمْ سُكَّانُ أَمْرِيكا الْأَصْلِيَّيْن،عَلَى أَنَّهُمْ الكنعانيون الْعَرَب ، وَهُمْ سُكَّانُ فِلَسْطِين الْأَصْلِيَّيْن.
أَسَّسُوا فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ جَامِعَةٌ (هارفارد) عَام 1636م، وَكَانَت اللُّغَة العِبْرِيَّة هِيَ اللُّغَةُ الْأُولَى والرسمية لِلدِّرَاسَة فِي الجَامِعَةِ ، وَفِي سُنَّةِ 1642م كَانَتْ أَوّلَ رِسَالَة دُكْتُوراة نوقشت فِي جَامِعِهِ (هارفارد) بِعِنْوَان (اللغة العِبْرِيَّة هِيَ اللُّغَةُ الأم) فَتَحُوا أَوَّل قُنْصُلِيَّة امريكية فِي عَامٍ 1844م فِي الْقُدْس ، وَمَن هُنَاك بَدَأَت تقارير القنصل الأمريكِيّ تَتَوَالَى عَلَى رؤسائه ، وَقَدْ كَانَتْ تتمحور حَوْل ضَرُورَة التَّعْجِيلُ فِي جَعْلِ فِلَسْطِين وطناً لِلْيَهُود .
رَفَع الْقِسّ (ويليام بلاكستون) وَهُو زَعِيمٌ صَهْيُونِي مَسِيحِيّ بَعْد عَوَّدَتْهُ مِنْ فِلَسْطِينَ ، سُنَّةٌ 1891م ذَلِكَ الْوَقْتِ بعريضة إلَى الرَّئيسِ الأمريكِيّ (بنيامين هاريسون) دَعَا هَذَا الْأَخِيرِ ، فِيهَا إلَى الِاقْتِدَاءِ بالإمبراطور الْفَارِسِيّ ( قورش) الَّذِي أَعَاد الْيَهُودِ مِنْ السّبْيِ الْبَابِلِيّ إلَى فِلَسْطِينَ .أَثْنَاء انْعِقَاد الْمُؤْتَمَر الصَّهْيُونِي الْيَهُودِيّ الْأَوَّلُ عَامٌّ (1897م) وَجْهٌ أَيْضًا نَفْس الزَّعِيم انْتِقَادِه إلَى زَعِيمٍ الْمُؤْتَمَر ( تيودور هرتزل) لِأَنَّهُ وُجِدَ مِنْهُ تساهلاً فِي إقَامَةِ الدَّوْلَة الْيَهُودِيَّة فِي فِلَسْطِينَ.
هَذِه كَانَتْ أَهَمَّ نِقاطٌ التَّوَجُّه الأمريكِيّ فِي مُجْتَمَعِ وَدَوْلَة نَاشِئَةٌ ، وبالتأكيد لَمْ يَنْتَهِ الْأَمْرُ هُنَا وَلَكِن لَنَا عَوْدَةٌ لِلْمُوقَف الأمريكِيّ لَاحِقًا.وافَقَت الْوِلاَيَات الْمُتَّحِدَة الْأَمْرِيكِيَّة علـى تـصريح بلفـور رسـمياً وتـشريعياً فـي 30 يونْيو 1922م إذ اتَّخَذَت الْهَيْئَة التَّشْريعِيَّة فِي الْوِلَايَاتِ الْمُتَّحِدَة ، وَهُمَا مجلساً الـشيوخ وَالنُّوَّاب الْقَرَار الْمُشْتَرَك التَّالِي :
كَانَ الدَّافِعُ وَرَاء حَرَكَة إعَادَة التوطين الْهَائِلَة لِلْيَهُود الرُّوس فِي الْخَارِجِ هُوَ المذابح الْيَهُودِيَّة فِي أَوَائِلِ ثمانينيات الْقَرْن التَّاسِعَ عَشَرَ ، وَاَلَّتِي اِجْتَاحَت المقاطعات الْجَنُوبِيَّة وَالْغَرْبِيَّة للإمبراطورية الروسية ، بَلَغَ عَدَدَ الْيَهُودِ الّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ رُوسْيَا إلَى الْوِلاَيَات الْمُتَّحِدَة الْأَمْرِيكِيَّة إلَى 41 أَلْفِ يَهُودِيٍّ وَكَان ذَاكَ مَا بَيْنَ سنة1871م و1880م ، وَفِي عَامِ 1882 وَحْدَه بَلَغ عَدَدِهِم 10489مهاجر يَهُودِيٌّ . هَكَذَا بَدَأ هُرُوب النَّاس المذعورين بِالْخَوْف بحثًا عَنْ رُكْنٍ عَلَى الْأَرْضِ ، حَيْثُ لَا يَتَعَرَّضُون لِلضَّرْب والاضطهاد بِسَبَب أَيْمَانِهِم .
فَضَّل الْيَهُود الرُّوس الِاسْتِقْرَارَ فِي الْمُدُنِ الْكَبِيرَة عَلَى السَّاحِلِ الشَّرْقِيّ ، وَخَاصَّةً فِي نِيُويُورْك ، وَاَلَّتِي كَانَ مِنْ الْمُقَرَّرِ أَنَّ تُصْبِحَ الْمَرْكَز الرَّئِيسِيّ لِلْهِجْرَة الْيَهُودِيَّة . مِنْ بَيْنِ 1 . 5 مِلْيُون مُهَاجِر وَصَلُوا إلَى هُنَا بَيْنَ عَامِّيٌّ 1881 و 1911 ، بَقِي 70٪ فِي الْمَدِينَةِ ،أَنْشَأ الْيَهُودِ النازحين مِنْ أُورُوبَّا الشَّرْقِيَّة ، وَقَبلَ كُلٌّ شَيْءٍ ، مِن الإمْبرَاطُورِيَّة الروسية أَكْبَر غِيتُو يَهُودِي فِي الْعَالَمِ فِي نِيُويُورْك . أَصْبَحْت الْمَنَازِل السكنية فِي الْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ الْأَدْنَى نُقْطَة النِّهَايَة لِرِحْلَة طَوِيلَة لِمُعْظَم الْمُهَاجِرِين الرُّوس الَّذِينَ فَرُّوا مِنْ مَنَازِلِهِمْ فِي بَالِي .
كُلّ الْيَهُودِ الّذِينَ هَاجَرُوا إِلَى أَمْرِيكا فِي وَقْتِ سَابِق يَعْتَبِرُون مِنْ الْمُهَاجِرِينَ البروتستانت الْأَوَائِل ، قَبْل وَعِنْد وُصُولِهِم لَم يتوقفوا عَنْ أَدَاءِ صَلَوَاتِهِم بِاللُّغَة العِبْرِيَّة ، و كَانُوا عِنْد ازْدِيَاد أَوْلَادِهِم ، يُطْلِقُون عَلَيْهِم أَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَى الْأَوْلَادِ وَعَلَى الْبَنَات ، وَأَبْنَاء وَبَنَات بَنِي إسْرَائِيلَ ، الْوَارِد ذِكْرِهِمْ فِي كِتَابِهِمْ التَّوْرَاة ، فَرَضُوا تَعْلِيم اللُّغَة العِبْرِيَّة فِي مدارسهم حَيْث شَبَّهُوا هِجْرَتَهُم مِن أُورُبّا إلَى أَمْرِيكا ، بِهِجْرَة الْيَهُود أَيَّام مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ ، مِنْ مِصْرَ إلَى فِلَسْطِينَ ، وَشَبَّهُوا أَمْرِيكا عَلَى أَنَّهَا (بلاد كَنْعَان الجديدة) أَي فِلَسْطِين ، وَنَظَرُوا أيضاً إلَى الهنود الْحُمُر وَهُمْ سُكَّانُ أَمْرِيكا الْأَصْلِيَّيْن،عَلَى أَنَّهُمْ الكنعانيون الْعَرَب ، وَهُمْ سُكَّانُ فِلَسْطِين الْأَصْلِيَّيْن.
أَسَّسُوا فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ جَامِعَةٌ (هارفارد) عَام 1636م، وَكَانَت اللُّغَة العِبْرِيَّة هِيَ اللُّغَةُ الْأُولَى والرسمية لِلدِّرَاسَة فِي الجَامِعَةِ ، وَفِي سُنَّةِ 1642م كَانَتْ أَوّلَ رِسَالَة دُكْتُوراة نوقشت فِي جَامِعِهِ (هارفارد) بِعِنْوَان (اللغة العِبْرِيَّة هِيَ اللُّغَةُ الأم) فَتَحُوا أَوَّل قُنْصُلِيَّة امريكية فِي عَامٍ 1844م فِي الْقُدْس ، وَمَن هُنَاك بَدَأَت تقارير القنصل الأمريكِيّ تَتَوَالَى عَلَى رؤسائه ، وَقَدْ كَانَتْ تتمحور حَوْل ضَرُورَة التَّعْجِيلُ فِي جَعْلِ فِلَسْطِين وطناً لِلْيَهُود .
رَفَع الْقِسّ (ويليام بلاكستون) وَهُو زَعِيمٌ صَهْيُونِي مَسِيحِيّ بَعْد عَوَّدَتْهُ مِنْ فِلَسْطِينَ ، سُنَّةٌ 1891م ذَلِكَ الْوَقْتِ بعريضة إلَى الرَّئيسِ الأمريكِيّ (بنيامين هاريسون) دَعَا هَذَا الْأَخِيرِ ، فِيهَا إلَى الِاقْتِدَاءِ بالإمبراطور الْفَارِسِيّ ( قورش) الَّذِي أَعَاد الْيَهُودِ مِنْ السّبْيِ الْبَابِلِيّ إلَى فِلَسْطِينَ .أَثْنَاء انْعِقَاد الْمُؤْتَمَر الصَّهْيُونِي الْيَهُودِيّ الْأَوَّلُ عَامٌّ (1897م) وَجْهٌ أَيْضًا نَفْس الزَّعِيم انْتِقَادِه إلَى زَعِيمٍ الْمُؤْتَمَر ( تيودور هرتزل) لِأَنَّهُ وُجِدَ مِنْهُ تساهلاً فِي إقَامَةِ الدَّوْلَة الْيَهُودِيَّة فِي فِلَسْطِينَ.
هَذِه كَانَتْ أَهَمَّ نِقاطٌ التَّوَجُّه الأمريكِيّ فِي مُجْتَمَعِ وَدَوْلَة نَاشِئَةٌ ، وبالتأكيد لَمْ يَنْتَهِ الْأَمْرُ هُنَا وَلَكِن لَنَا عَوْدَةٌ لِلْمُوقَف الأمريكِيّ لَاحِقًا.وافَقَت الْوِلاَيَات الْمُتَّحِدَة الْأَمْرِيكِيَّة علـى تـصريح بلفـور رسـمياً وتـشريعياً فـي 30 يونْيو 1922م إذ اتَّخَذَت الْهَيْئَة التَّشْريعِيَّة فِي الْوِلَايَاتِ الْمُتَّحِدَة ، وَهُمَا مجلساً الـشيوخ وَالنُّوَّاب الْقَرَار الْمُشْتَرَك التَّالِي :
"إن مَجْلِسِي الشُّيُوخ وَالنُّوَّاب فِي الْوِلَايَاتِ الْمُتَّحِدَة بِأَمْريكا المنعقدين معاً تحبذا إنْشَاءٌ وطـن قَوْمِي للشَّعْب الْيَهُودِيُّ فِي فِلَسْطِينَ قَرَّرَا أَنَّ الْوِلَايَاتِ الْمُتَّحِدَة بِأَمْريكا تحبـذ إنـشاء وطـن قَوْمِي للشَّعْب الْيَهُودِيُّ فِي فِلَسْطِينَ . وَقَد أَصْدَر مُؤْتَمَرٌ الحِزْب الْجُمْهُورِيّ الوَطَنِيّ قراراً فِي 27 يونْيو سُنَّةٌ 1944 يَدْعُو فِيهِ لِفَتْح أَبْوَاب فِلَسْطِين لهجرة ملايين مِنْ الْيَهُودِ هِجْرَة غَيْرُ مُقَيَّدَةٍ ، وتملكهم الأراضـي".
الأُمَمُ الْمُتَّحِدَةُ : مَنْشَأ القضیة الفلسطینیة وتطورھا
تُصْبِح فِلَسْطِين وَفْق مَقَاصِد وَغَايَة وَعَد بَلْفُور سُنَّةٌ 1917م وبعد قَرَار الكونجرس الْجُمْهُورِيّ سـنة 1922م وَعَلَى صَعِيد النَّشَاط الصَّهْيُونِي دَاخِلٌ الْوِلاَيَات الْمُتَّحِدَة الْأَمْرِيكِيَّة وطنا لليهود. فَقَد تَأَكَّد بَعْض وثـائق وَزَارَة الْحَرْب البِريطَانِيَّة سُنَّةٌ 1917م ، وَاَلَّتِي كَشْف النِّقَاب عَنْهَا سَنَةَ 1967م ، موافقـة الْإِدَارَة الأَمْرِيكِيَّة بِرِيَاسَة الرَّئِيس الأمريكِيّ ، ويلسون اودرو علـى مـشروع تَصْرِيحٌ لِإِقَامَة وَطَن قَوْمِي يَهُودِيٌّ فِي فِلَسْطِينَ.
التصريح بمشروع اقامة وطن لليهود في فلسطين،كان دراسة اولية لزعماء اليهود الصهاينة، دعمت بموافقات وبرقيـات متبادلـة بَيْن قَاضِي الْمَحْكَمَة الْعُلْيَا الأمريكِيّ الصَّهْيُونِي "برانديس " فِي واشـنطن ، وبـين الـدكتور "حاييم وايزمان" ، رَئِيس الْمُنَظَّمَة الصِّهْيُونِيَّة العالميـة ، فـي لنـدن ببريطانيـا ، ففـي 26 سبتمبر1917م ، أَرْسَل برانديس بَرْقِيَّة تَحْمِل الرَّقْم 166 إلَى وايزْمان ، مُتَضَمِّنَةٌ موافقـة ، الرَّئِيس الأمريكِيّ ويلسون عَلَى التَّصْرِيحِ الْمُقْتَرِح.
الدَّوْر الروسي - الألماني :
ولمواجهة دَعَاه الْهِجْرَةِ إلَى الْوِلاَيَات الْمُتَّحِدَة الْأَمْرِيكِيَّة ،مِنْ الْيَهُودِ وَاَلَّذِينَ كَانُوا يعتبرونها أُورْشَلِيم ويعتبرون أَمْرِيكا بِمَثَابَة أَرْض صَهْيُون. سَعَى هرتزل إلَى التَّقَرُّبِ مِنْ الامبراطور غليوم لدعم مَشْرُوعَةٍ وَقَدْ تَحَقَّقَ لَهُ اللِّقَاءُ عَلَى رَأْسِ الْوَفْد الصَّهْيُونِي مَع الامبراطور فِي مَدِينَةٍ القُدْسِ سَنَةَ 1898م . وَقَدْ أَكَّدَ الامبراطور للوفد الصَّهْيُونِي بِأَن "المساعي الصِّهْيُونِيَّة فِي فِلَسْطِينَ الَّتِي تُحْتَرَم سِيَادَة حليفته تُرْكِيًّا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَعْتمِدُ عَلَى رِعَايَتِه الكاملة".
ولمواجهة دَعَاه الْهِجْرَةِ إلَى الْوِلاَيَات الْمُتَّحِدَة الْأَمْرِيكِيَّة ،مِنْ الْيَهُودِ وَاَلَّذِينَ كَانُوا يعتبرونها أُورْشَلِيم ويعتبرون أَمْرِيكا بِمَثَابَة أَرْض صَهْيُون. سَعَى هرتزل إلَى التَّقَرُّبِ مِنْ الامبراطور غليوم لدعم مَشْرُوعَةٍ وَقَدْ تَحَقَّقَ لَهُ اللِّقَاءُ عَلَى رَأْسِ الْوَفْد الصَّهْيُونِي مَع الامبراطور فِي مَدِينَةٍ القُدْسِ سَنَةَ 1898م . وَقَدْ أَكَّدَ الامبراطور للوفد الصَّهْيُونِي بِأَن "المساعي الصِّهْيُونِيَّة فِي فِلَسْطِينَ الَّتِي تُحْتَرَم سِيَادَة حليفته تُرْكِيًّا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَعْتمِدُ عَلَى رِعَايَتِه الكاملة".
وَقَد تَرْجَم الامبراطور وَعْدَه بِهَذِه الرِّعَايَة بِتَوْثِيق الْعَلَاقَةِ بَيْنَ الْمُسْتَوْطِنِين والصهاينة والمستوطنين الالمان مِنْ جَمَاعَةٍ هوفمان الَّذِين بَدَءُوا سُنَّةٌ 1870م بِإِنْشَاء مستعمرات زِرَاعِيَّة الْمَانِّيَّة فِي الْقُدْس وَحَيْفًا ويافا تَنْفِيذًا لِمَشْرُوع الْقَائِد الْعَسْكَرِيّ الالماني "مولتكه" بِجَعْل فِلَسْطِين مُسْتَعْمَرَة الْمَانِّيَّة. وَفِي سُنَّةِ 1881م وَقَعَت المذابح المعادية لِلْيَهُود فِي رُوسْيَا أَثَر اِغْتِيالٌ القيصر .
وَقَد نَتَجَ عَنِ هَذِهِ المذابح هِجْرَة وَاسِعَة مِنْ يَهُودَ رُوسْيَا إلَى أُورُوبَّا الشَّرْقِيَّةِ وَالْغَرْبِيَّةِ مِمَّا أَسْرَعَ فِي اِنْهِيَار حَرَكَة الاندماج كَمَا أَنَّ صُدُورَ قَوَانِين أيَّار فِي رُوسْيَا سُنَّةٌ 1882م وَاَلَّتِي تَضِيق الخِنَاقِ عَلَى حَيَاةٍ الْيَهُود زَادَتْ فِي هَذِهِ الْهِجْرَة . وتشكلت مَرَاكِز يَهُودِيَّة متبنية دَعْوَة ليوبنسكر فِي كِتَابِهِ (التحرر الذاتي) وَظَهَرَت مُنَظَّمَة احباء صَهْيُون فِي أُوكرانِيا ، الدَّاعِيَةِ إلَى الْهِجْرَةِ إلَى فِلَسْطِينَ وَالِاسْتِيطَان فِيهَا .
الْمَوْقِف الْعُثْمَانِيّ
حَاوَل الحركيون الْيَهُود بزعامة هرتزل - بدعم أوروبي شَارَكْت فِيهِ آنذاك أَلْمانِيا وبريطانيا - الضَّغْطِ عَلَى الْخِلَافَةِ الْعُثْمَانِيَّة لانتزاع مِيثَاق مِنْ السُّلْطَانِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الثَّانِي يَمْنَح الْيَهُود حَقّ الِاسْتِيطَان فِي فِلَسْطِينَ وَالسَّمَاح بهجرتهم إلَيْهَا ، غَيْرِ أَنْ السُّلْطَانَ الْعُثْمَانِيّ رَفَض الضغوط الأوروبِّيَّة وإغراءات الْيَهُود.
الْيَهُود وادعاؤهم حَقّ الْيَهُودِيَّة فِي فِلَسْطِينَ
رَغِم أَن جذُور إنْشَاءٌ وَطَن لِلْيَهُود سَبَقَت بِعُقُود الْحَرَكَة الصِّهْيُونِيَّة إلَّا أَنْ بدايات تَنْفِيذ الْمَشْرُوعِ لَمْ تتبلور إلَّا بِهَذِهِ الْحَرَكَة الْعُنْصُرِيَّة الإستيطانية ، وَاَلَّتِي لَمْ تَتْرُكْ بَاباً إلاّ طرقته وَمَشَت حَسَب بَرْنَامَج وَاضِحٌ وبخطوات سَنَوِيَّة مُحَدَّدَة لَم تَخْلُو مِنْ الْخِلَافَاتِ والنزاعات الَّتِي كَانَتْ تَصُبّ أَسَاسًا حَوْل التَّطَرُّف وَسُرْعَة تَحْقِيق "الحلم" الصَّهْيُونِي.
رَغِم أَن جذُور إنْشَاءٌ وَطَن لِلْيَهُود سَبَقَت بِعُقُود الْحَرَكَة الصِّهْيُونِيَّة إلَّا أَنْ بدايات تَنْفِيذ الْمَشْرُوعِ لَمْ تتبلور إلَّا بِهَذِهِ الْحَرَكَة الْعُنْصُرِيَّة الإستيطانية ، وَاَلَّتِي لَمْ تَتْرُكْ بَاباً إلاّ طرقته وَمَشَت حَسَب بَرْنَامَج وَاضِحٌ وبخطوات سَنَوِيَّة مُحَدَّدَة لَم تَخْلُو مِنْ الْخِلَافَاتِ والنزاعات الَّتِي كَانَتْ تَصُبّ أَسَاسًا حَوْل التَّطَرُّف وَسُرْعَة تَحْقِيق "الحلم" الصَّهْيُونِي.
الْحَرَكَة الصِّهْيُونِيَّة
نشأت الْحَرَكَة الصِّهْيُونِيَّة ، كجسم سِيَاسِيّ مُنَظَّمٌ ، هِيَ مِنْ صَنَعَ تيودور هيرتزل (1860م ـ 1904م) ، الْيَهُودِيّ المجري ، الَّذِي نَشَرَ فِي سَنَةِ 1896م كِتَابِه "دولة اليهود" ، وَعَرْض فِيه مَفْهُومُه لجذور "المسألة اليهودية" ، وبالتالي وِجْهَةِ نَظَرِهِ فِي حِلِّهَا ، عَبَّر إنْشَاءٌ "امة يهودية" مُسْتَقِلَّةٌ ، عَلَى أَرْضٍ تمتلكها . والمنظمة الَّتِي أَسَّسَهَا فِي الْمُؤْتَمَر الصَّهْيُونِي الْأَوَّل (بازل ، 1897م) كَانَتْ مِنْ أَجْلِ تَحْقِيقِ ذَلِكَ الهَدَف .
الْمُؤْتَمَر الصَّهْيُونِي الْأَوَّل :
عَقْدٍ فِي مَدِينَةٍ بَازِل أَيَّام 29 ـ 31 غَشَّت 1897م ، بِحُضُور 204 مَنْدُوبَيْن "ثلثهم مِن روسيا" ، وَمِنْه انْطَلَقْت الصِّهْيُونِيَّة السِّيَاسِيَّة وَخَرَجَت الفِكْرَة الإستيطانية إلَى حَيِّزِ التَّنْفِيذِ .
الْمُؤْتَمَر الثَّانِي :
عُقِدَ هَذَا الْمُؤْتَمَر فِي بَازِل ايضاً أَيَّام 28 ـ 31غشت1898م ، وَحَضَرَه 349 مندوباً ، يُمَثِّلُون 913 اتحاداً صهيونياً محلياً . قَرَّرَ الْمُؤْتَمَرُ تَأْسِيس صُنْدُوق الِاسْتِيطَان الْيَهُودِيّ كَمَا أُعِيد انْتِخَاب هيرتزل رئيساً للمنظمة ، ونوردو نائباً لَه ، و تَقَرَّرَ أَنَّ يَتَمَثَّلَ كُلّ 400 عُضْوٍ فِي اتِّحَادِ صَهْيُونِي ، يَدْفَعُون الشيكل ، بِمَنْدُوب وَاحِدٍ إلَى الْمُؤْتَمَرِ الثَّالِث ، بدلاً مِنْ كُلِّ 100 عُضْو لِلْمَنْدُوب إلَى الْمُؤْتَمَرِ الثَّانِي . كَا أُسِّسَت فِي هَذَا الْمُؤْتَمَر "جمعية التَّخَاطُب بِاللُّغَة العبرية".
الْمُؤْتَمَر الثَّالِث :
عَقِدَ فِي بَازِل ايضاً أَيَّام 15 ـ 18 غُشْت 1899م ، وَافْتَتَح هيرتزل الْمُؤْتَمَر بِتَقْرِير عَن لقاءاته مَع قَيْصَر أَلْمانِيا ، فيلهِلْم الثَّانِي فِي الْقُسْطَنْطِينِيَّة (08 أُكْتُوبَر 1898م) ثُمَّ فِي الْقُدْس (02 نوفمبر1898م) . اتَّخَذ الْمُؤْتَمَر قراراً بِمَنْع اسْتِعْمَال أَمْوَال الصُّنْدُوق لعمليات خَارِج فِلَسْطِين وسورية ، كَمَا أَقَرَّ عدداً مِن الأنْظِمَة الدَّاخِلِيَّة الْمُتَعَلِّقَة بِالْجِهَاز الإِدَارِيّ ، وَتَقْسِيمٌ الْعَمَلِ بَيْنَ هَيْئَات الْمُنَظَّمَة .
تَوَالَت بَعْدَهَا المؤتمرات واللقاءات، وَفِي كُلِّ سَنَةٍ كَانَتْ الْمُنَظَّمَة الصِّهْيُونِيَّة تُسَجَّل إنجازا جَدِيدًا نَحْوَ تَحْقِيقِ الهَدَف، بِإِنْشَاء وَطَن قَوْمِي لِلْيَهُود، حَتَّى افْتَخَر زملاء هرتسل وَتَلَامِذَتُه بِأَن إِنْجاز الزَّعِيم الصَّهْيُونِي، تَلَخَّص فِي أَنَّهُ "جعل الصِّهْيُونِيَّة عاملاً سياسياً تُقِرُّ بِهِ دُوَلٌ الْعَالِم (الكبرى)، وتبجح ماكْس نوردو زَمَيِلَ هرتسل الْأَقْرَبُ فِي خِطَابِهِ إَمَام الْمُؤْتَمَر الصَّهْيُونِي السَّادِس، (بال- 24 غُشْت 1903م) بِأَن أَرْبَع دُوَلٍ هِيَ أَعْظَمُهَا تُسَيْطِرُ عَلَى الكُرَةِ الأرْضِيَّةِ.
تَوَالَت بَعْدَهَا المؤتمرات واللقاءات، وَفِي كُلِّ سَنَةٍ كَانَتْ الْمُنَظَّمَة الصِّهْيُونِيَّة تُسَجَّل إنجازا جَدِيدًا نَحْوَ تَحْقِيقِ الهَدَف، بِإِنْشَاء وَطَن قَوْمِي لِلْيَهُود، حَتَّى افْتَخَر زملاء هرتسل وَتَلَامِذَتُه بِأَن إِنْجاز الزَّعِيم الصَّهْيُونِي، تَلَخَّص فِي أَنَّهُ "جعل الصِّهْيُونِيَّة عاملاً سياسياً تُقِرُّ بِهِ دُوَلٌ الْعَالِم (الكبرى)، وتبجح ماكْس نوردو زَمَيِلَ هرتسل الْأَقْرَبُ فِي خِطَابِهِ إَمَام الْمُؤْتَمَر الصَّهْيُونِي السَّادِس، (بال- 24 غُشْت 1903م) بِأَن أَرْبَع دُوَلٍ هِيَ أَعْظَمُهَا تُسَيْطِرُ عَلَى الكُرَةِ الأرْضِيَّةِ.
وأَعْرَبَتْ عَن عَطْفِهَا إنْ لَمْ يَكُنْ عَلَى الشَّعْبِ الْيَهُودِيّ فَعَلَى الْأَقَلِّ عَلَى الْحَرَكَةِ الصَّهْيُونِيَّة ، الإمراطورية الألمانية أَعْرَبَت عَن عَطَفَهَا . . برِيطانِيا قَرَنَتْ عَطَفَهَا بالاستعداد الْعَمَلِيّ لتساعد الصَّهْيُونِيَّة . . الْحُكُومَة الروسية (القيصرية) أَعْلَنْت خُطَطَهَا لمساعدتنا . . . وَالْوِلَايَات الْمُتَّحِدَة اتَّخَذَت خُطُوَات دِبلُوماسِيَّة توحي بِالْأَمَل بِأَنَّهَا سَتَكُون عُطُوفَة حِين يحين الْوَقْت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. وشكرا على التعليق