المؤامرة الْغَرْبِيَّة الصِّهْيُونِيَّة لاستيطان فِلَسْطِين
انَّ المؤامرة الْغَرْبِيَّة الصليبية الصِّهْيُونِيَّة لاستيطان فِلَسْطِين ، واستعمارها وتهويد أَرْضِهَا وَكَافَّة الْمُقَدَّسات الْإِسْلَامِيَّة والمسيحية فِيهَا ، ولطرد شُعَبِهَا وَأَهْلُهَا ، وَكَذَلِك الْمُجَاوِرِين لِلْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ، لاستيطان الكِيانَ الصُّهْيونِيَّ بِأَرْض فِلَسْطِين ، وَلِيَكُون لَهُم كموقع جُغْرافِي إِسْتْرَاتِيجِيّ لِرَبْط مَصَالِحِهِم بَيْن شِمَال وجنوب الْمِنْطَقَة الْعَرَبِيَّة والإسلامية ، ومابين شَرْقِهَا وَغَرْبَهَا ، وَعَلَى وَجْهِ التَّحْدِيدِ مابين مِصْر وَبِلَاد الشَّامِ وَالْعِرَاقِ ، ومابين بِلَادِ الشَّامِ وَالْجَزِيرَة الْعَرَبِيَّة .التَّفْكِيرُ فِي حَمْلِة الاِسْتِعْمار لِلشَّرْق الْأَوْسَط
مند أنْ بَدَأَ التَّفْكِيرُ فِي حَمْلِة الاِسْتِعْمار لِلشَّرْق الْأَوْسَط بقيادة نابِلْيُون بونبارت الفَرَنْسِيّ ، و فَرَنْسَا تَتَطَلَّع إلَى تَنْفِيدِ الْحَمَلَة الْفَرَنْسِيَّة الاسْتِعَمَارِيَّة لاحتلال مِصْر وَفِلَسْطِين وَبِلَاد الشَّامِ فِي الْفَتْرَةِ مابين 1798 م ـ1801 م ، وَتَوْسِيع امبراطوريتها . وَكَان بونابرت هُوَ أَوَّلُ مَنْ مَنَحَ الْيَهُود وعداً لِإِقَامَة وَطَن قَوْمِي لَهُمْ فِي فِلَسْطِينَ يَوْم 4 0أبريل 1799م .
" تَقُول الدعوة"أيها الإسْرَائِيلِيُّون انْهَضُوا ، فَهَذِهِ هِيَ اللَّحْظَة الْمُنَاسَبَة ، أَن فَرَنْسَا تُقَدَّم لَكُم يَدَهَا الْآن حاملةً إرْث إسْرَائِيل ، سَارِعُوا لِلْمُطَالَبَة باستعادة مكانتكم بَيْن شَعُوب الْعَالِم . " لَكِن الْيَهُودِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ ، فِي فِلَسْطِينَ وَبِلَاد الشَّام كَانُوا أَضْعَفُ مِنْ أَنَّ يُقَدِّمُوا دعما لنابليون ، فرفظوا تَلْبِيَةِ دَعْوَتِهِ .
نابِلْيُون بونبارت
نابِلْيُون بونبارت كَان قائداً مِن أَبْرَز قُوَّاد الثَّوْرَة الْفَرَنْسِيَّة وأخطرهم ، وَقَدْ لَقِيتُ الرِّسَالَة اهتماماً بالغاً عِنْدَه ، عَقَدَ عَلَى أَثَرِهَا اجْتِمَاعًا سِرِّيَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ يَهُود فَرَنْسَا ، تَمَّت فِيه مُسَاوَمَةٌ مَكْشُوفَة بَيْن نابِلْيُون وَالْيَهُود “اتفقواعلى أَن يمول الْيَهُودُ هَذِهِ الْحَمَلَة فِي مُقَابِلِ غَزْو نابِلْيُون لِلشَّرْق . وَإِن يقتسم الطَّرَفَان الْمَغَانِم ، لنابليون السُّلْطَة وَالْمَجْد ، وَالْيَهُود المادي وَإِنْشَاء إسْرَائِيل .تُوماس كوبرت
وشجعه عَلَى الِاسْتِيطَان أَبْرَز نشطائها "توماس كوبرت" الأيرلندي الْيَهُودِيّ الْمَشْهُور آنذاك فِي أُورُوبَّا قَدْ بَعَثَ بِرِسالَةٍ إلَى صَدِيقِهِ باراراس عُضْو حُكُومَة الدكتوار “حكومة الإدارة” يشجع وَيَنْصَح فِيهَا الفَرَنْسِيِّين باستعمار الشَّرْقِ الأوْسطِ ، وَخَلْقٌ دَوْلَة لِلْيَهُود فِي فِلَسْطِينَ يَكُونَ هُوَ فِيهَا رَكِيزَة لفرنسا دَاخِلٌ هَذَا الوَطَنِ .مونتفيوري مُوشِي
حَاوَل العَدِيدِ مِنَ زُعَمَاء الْيَهُود خِلَال الْقَرْن التَّاسِعَ عَشَرَ الْقِيَام بمشاريع لتوطين الْيَهُودِ فِي فِلَسْطِينَ ، وَمَنْ بَيْنَ هَؤُلَاءِ مونتفيوري مُوشِي : الْمَغْرِبِيّ الَّذِي زارمدينة الْقُدْس لِلْمَرَّةِ الْأُولَى فِي 1827 . وساهم بمبالغ مَالِيَّة هَامَّةً لِمُسَاعَدَة الْيَهُود بِالْأَرْض الْمُقَدَّسَة ، كمَّا سَاعَد عَلَى تَزْوِيد الْيَهُود الْفُقَرَاء الْمُقِيمِين خَارِج أَسْوارِ الْمَدينَةِ الْمُقَدَّسَة ، بأنظمة الرَّيّ وبمنازل لَائِقَة وبطاحونة وَالْعَيْش فِي ظُرُوفِ لَائِقَة .كان يعطي المساعدات كَذَلِكَ فِي مُخْتَلَفٍ بِلَاد الْعَالِم ، ويدافع عَنْ أَبْنَاءِ مِلَّتِه مِنْ الْيَهُودِ ويندد بِالتَّمْيِيز العُنْصُرِيّ الَّذِي كَانَ يطالهم فِي العَدِيدِ مِنَ الْبُلْدَانِ ، وَعَلَى رَأْسِهَا برِيطانِيا الْبَلَدِ الَّذِي احتَضَنَه وَجَعَلَ مِنْهُ شَخْصًا هَامًا ، مُسْتَفِيدًا مِن علاقاته الْقَوِيَّة مَع الْمُلُوك وَالْحُكَّام الَّذِينَ كَانُوا يُكَنُّون لَه احترامًا كبيرًا .
وَفِي إحْدَى زِيَارَة لَه الْتَقَى فِيهَا مَعَ السُّلْطَانِ الرّابِعِ وَكَانَ ذَلِكَ سُنَّةً 1864م ، لِلدِّفَاعِ عَنِ الْيَهُودِ الْمُقِيمِين بِالْمَغْرِب ، وَاَلَّذِين يُعَانُون بَعْض المضايقات ، وَلَمْ يَسْتَثْنِ مُوشِي الْمَغْرِبِ مِنْ زياراته . إذْ كَانَ لَهُ لِقَاء مَعَ السُّلْطَانِ مُحَمَّدٍ الرَّابِع سُنَّةٌ 1864م ،ويسعى دائمًا لِلدِّفَاعِ عَنِ أَبْنَاءِ جِلْدَتُه مِن الْمُمَارَسَات اللاسامية الَّتِي كَانُوا يعانونها فِي الْمُمَلَّكَةِ الشَّرِيفَة .
وَتَقُول العَدِيدِ مِنَ الْمَصَادِرِعلى أَنَّهُ كَانَ يفضل مساعداته لِلْيَهُود فِي شَتَّى بِقَاع الْعَالِم. أَعْمَالِه الْخَيْرِيَّة ، سجلَت العَدِيدِ مِنَ الْمَشَارِيع بِاسْمِه مثل : المستشفيات وَالْجَامِعَات وَالشَّوَارِع وَغَيْرِهَا وَأَعْمَالُه هَذِه أَدَّت بِهِ إلَى تَسْجِيل اسْمَه ضِمْن مُؤَلَّفَات كِتَابِيَّة وَأَغَانِي شَهِيرَةٍ .
فَشَلٌ نابِلْيُون بونابرت
وجه نابِلْيُون نِدَاء دَعَا فِيه يَهُود آسِيا وَإفْرِيقِيا لِتَأْيِيدِه وَالِانْضِمَام إلَيْه مُقَابِل وَعَد قَطعهُ عَلَى نَفْسِهِ بِاسْتِرْجَاع الْقُدْس وممتلكاتها وَقَد خَاطَب الْيَهُود بِقَوْلِه : ” يَا وَرَثَة فِلَسْطِين الشرعيين” وَعَرْض عَلَيْهِم مُسَاعَدَة فَرَنْسَا فِي تَحْقِيقِ وُجُودِهِم السِّياسِيّ كَأَمَة بَيْن الْأُمَم ، وَفِي اِسْتِعادَة وَطَنِهِم وَتَحْقِيق السَّيْطَرَة عَلَيْه وَالدِّفَاعُ عَنْهُ ضِدُّ كُلٍّ الْمَخَاطِرِ .
وَلَمْ يَسْلَمْ نابِلْيُون مِن العَقَبَات الَّتِى اِعْتَرَضَتْه فِى حصارمدينة عَكَّا الشَّدِيدَة ، أَوَّلُهُمَا وَاجَه الأُسْطول الإنجليزى الْحِصَار البحرى وَمَنَع وُصُول السُّفُن الفرنسيةالى الْمُبْتَغَى ، وَلَمْ يَجِدْ نابِلْيُون سِوَى طَرِيقِ الصَّحْرَاءِ الشَّاقّ ، فَانْقَطَعَت الْمَؤُونَة والمدد عَنْه ، فِي الْوَقْتِ الَّذِي كَانَ فِيهِ الْجَزَّار حاكِمَ الْمَدينَةِ يَتَلَقَّى الْمدَد وَالْمَئُونَة وَالذَّخِيرَة بَحْرًا ، وَهُوَ مَا سَاعَدَهُ عَلَى التصدى للقوات الْفَرَنْسِيَّة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. وشكرا على التعليق