عرض المشاركات من يناير, ٢٠٢٢

أبحث

الأحد، 30 يناير 2022

المغرب تحت نظام الحماية 1902 -1934

  المغرب تحت نظام الحماية 1902 - 1955

 عرف المغرب تعاقب الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية مند مطلع بداية القرن 20م،وكانت الدول الأوربية  هي المساهمة بالقسط   الكبير في خلق  الأزمات التي كانت السبب الرئيسي بسقوطه تحت الحماية الفرنسية والأسبانية. 
فماهي الظروف التي جعلت المغرب يركع للحماية؟
في عهد من فرضت الحماية ومتى؟
ما هي أجهزة ومؤسسات نظام الحماية بالمغرب؟
وما هو رد فعل المغاربة تجاه هذا النظام؟


І – السياق العام لفرض عقد الحماية على المغرب:

1 – الظروف العامة لفرض عقد الحماية على المغرب:

1 – 1 – العوامل الخارجية التي ساهمت في فرض نظام الحماية على المغرب:

أقدمت فرنسا عند مطلع القرن 20م على أبرام سلسلة من الصفقات السرية مع الدول الإمبريالية التي كانت تنافسها على المغرب:وساهمت فيها عوامل داخلية وأخرى خارجية في عهدي السلطانين المولى عبد العزيز والمولى عبد الحفيظ، انتهت بسقوطه تحت الحماية الفرنسية والأسبانية سنة 1912.
من بين الاتفاقيات لاستعمار المغرب كمايلي :

أ= اتفاق فرنسا وإيطاليا سنة 1902م: تنازلت فيه ايطاليا لصالح فرنسا ،
ب= إتفاق فرنسا وبريطانيا في 8 أبريل 1904م: تنازلت فيه بمقتضاه فرنسا لبريطانيا عن مصر مقابل حرية تصرف فرنسا في المغرب.
ج= اتفاق فرنسا وإسبانيا في أكتوبر 1904م:تم فيه الاتفاق على  تقسيم المغرب بين فرنسا وإسبانيا، بحيث يخضع الشمال لإسبانيا والوسط لفرنسا وجعل طنجة دولية.

1 – 2 -العوامل الداخلية التي ساهمت في فرض نظام الحماية على المغرب:

الازمة المالية :

عرف المغرب أزمة اقتصادية ومالية داخلية تمثلت في فشل المخزن المغربي في فرض ضريبة الترتيب سنة 1902م، ولجوئه إلى الاقتراض المكثف من الدول الأوربية وخاصة فرنسا. مما سبب ثقل الديون الخارجية بسبب سياسة الاقتراض من الدول الأوربية وخاصة فرنسا، وامتناع المحميين عن دفع الضرائب.

ألازمة السياسية الخانقة  : 

تجلت في اندلاع تمرد الجيلالي بن إدريس الزرهوني (بوحمارة) ما بين 1902 و1909م، و ثورة الريسوني وعزل السلطان المولى عبد العزيز لقبوله مقررات الجزيرة الخضراء الموثعة في ابريل1906 وبيعة المولى عبد الحفيظ سنة 1909م، اللذي رأى فيه المغاربة رمزا لمقاومة التدخل الأجنبي.

 إلا أن الضغط الدولي، وعدم اعتراف فرنسا بشرعيته وسقوطه في فخ القروض جعله يهادن الفرنسيين، مما أثار غضب المغاربة فحاصروا القصر الملكي بفاس، مما جعل الجيش الفرنسي يتدخل بدعوى حماية السلطان، وأجبرته على توقيع معاهدة الحماية في 30 مارس 1912م، وقد استغلت القوى الاستعمارية هذا الوضع السياسي المضطرب، حيث احتلت فرنسا وجدة والدار البيضاء سنة 1907م، ثم احتلت اسبانيا العرائش والقصر الكبير سنة 1911م.


الازمة الاجتماعية

نقص المواد الغذائية، وإفلاس الفلاحين، وانتشار الكوارث الطبيعية (الجفاف، الجراد ، المجاعة …)، بالإضافة إلى انتشار الأوبئة والأمراض..
2 – بنود عقد الحماية التي فرضت على المغرب بفاس يوم 30 مارس 1912م:

بفاس في 30 مارس من سنة 1912م  وقع السلطان مولاي عبد الحفيظ والسفير الفرنسي( رينو Regnault) عقد الحماية ، وقد اتفق الطرفين على ما يلي:
تأسيس نظام جديد تنجز بموجبه فرنسا الإصلاحات النافعة للمغاربة.

حراسة فرنسا للتراب المغربي برا وبحرا.
تعهد فرنسا بحماية أمن وسلامة ومهام السلطان.
اشراك السلطان وولاته في الأقاليم في تنفيذ نظام الحماية.
تعيين فرنسا مقيما عاما لها في المغرب وتمتعيه بصلاحيات عامة.

رعاية فرنسا لشؤون المغرب وجالياته في الخارج.
إشراف فرنسا على طلبات المغرب للقروض.
قيام فرنسا بالتفاوض مع إسبانيا.
الإبقاء على طنجة كمنطقة دولية.

هذه هي الاسباب التي ادت الى فرض نظام الحمايةوهنا وجد المغرب نفسه فاقدا سيادته وحقه في تسيير شؤونه العامة بنفسه لصالح الحمايتين الفرنسية والاسبانية فرنسا في الوسط واسبانيا في الشمال والجنوب وسلطة دولية في طنجة، ليصبح له في شخص السلطان وخليفته دورا شكليا مجردا من كل الصلاحيات.

الوضع السياسي بالمغرب خلال عهد الحماية:

1 – مراحل الاحتلال الاستعماري للمغرب:

تم تحديد مراحل الاحتلال العسكري للمغرب على النحو الآتي:
الفترة ما  قبل 1912م: احتلت فرنسا المغرب الشرقي والمناطق الممتدة من الدار البيضاء إلى فاس.
 الفترة  مابين 1912 – 1914م: سيطرت فرنسا على المناطق الواقعة غرب جبال الأطلس.

 الفترة  مابين  1914 – 1920م: استولت فرنسا على الأطلس المتوسط والأطلس الكبير.
 الفترة  مابين  1921 – 1926م: احتلت إسبانيا المنطقة الشمالية.
 الفترة  مابين 1931 – 1934م: استولت فرنسا وإسبانيا على المناطق الصحراوية.

استغل الاستعمار عدة وسائل لاحتلال المغرب أبرزها:
تنظيم جيش كبير  مجهز بأسلحة حديثة.
اللجوء الى سياسة الأرض المحروقة (إحراق المحاصيل الزراعية لتجويع السكان، ولإرغام المقاومين على الاستسلام).
نهج سياسة بقعة الزيت (بث النزاعات القبلية).
الاعتماد على الأعيان الذين يمثلون عملاء الاستعمار وعلى رأسهم الكلاوي.

2 – التقسيم الاستعماري للتراب المغربي في عهد الحماية:

المستعمر قسم المغرب إلى ثلاث مناطق أساسية:


منطقة نفوذ الحماية الفرنسية: 

بوسط البلاد، والذي تم تقسيمه إلى جهات مدنية (وجدة، والرباط، والدار البيضاء)، وجهات عسكرية (فاس، ومكناس، ومراكش وأكادير). 

منطقة نفوذ الحماية الإسبانية:

 بالشمال (جبالة، غمارة، الريف …)، وبالجنوب المغربي (الساقية الحمراء، ووادي الذهب …).

  منطقة نفوذ النظام الدولي: بطنجة


الأجهزة الإدارية لنظام للحماية ووظائفها:

1 – الأجهزة الإدارية للحماية الفرنسية بالمغرب:

أحدثت فرنسا إدارة فرنسية لترسيخ سلطتها مع الاحتفاظ بالأجهزة المخزنية التي تمثل الإدارة المغربية، وقد توزعت بين إدارة مركزية وإقليمية ومحلية:


على المستوى المركزي:

 يمثل المقيم العام الجمهورية الفرنسية بالمغرب، يسير المصالح الإدارية والعسكرية ويسن القوانين ويصادق عليها، وبذلك كان له مطلق الصلاحيات، يساعده كاتب عام يشرف على جميع الإدارات، إضافة إلى المديرين يتولون رئاسة المديريات التقنية (الصحة، التعليم، الفلاحة، الصناعة، البريد …).

والمديريات السياسية (الداخلية: تراقب السلط جهويا ومحليا، والأمنية: تراقب أفكار المغاربة وتقمع المعارضين)، ثم مديرية الشؤون الشريفة (تراقب وظائف المخزن، وتقدم القرارات للسلطان والصدر الأعظم)، بالمقابل اكتفى السلطان المغربي بالسلطة الدينية، وبالتوقيع على القوانين التي يصدرها المقيم العام الفرنسي بالمغرب .

وبحلول 1925م تحولت الحماية إلى إدارة مباشرة تتخد القرارات متجاوزة الإدارة المغربية عكس ما كانت تصرح به سلطات الحماية في شخص مقيمها العام (ليوطي أول مقيم عام 1912- 1925م) أن الإدارة تتم بمؤسسات وحكومة وإدارة البلد، وتحت السلط العليا للسلطان، وتحت الإشراف البسيط لفرنسا.

على المستوى الإقليمي والجهوي:

 قسمت منطقة النفوذ الفرنسي إلى سبعة أقاليم يرأس كل منها موظف سام فرنسي.
على المستوى المحلي: قسم كل إقليم إلى دوائر حضرية وقروية يرأس كل منها موظف مغربي يعرف باسم الباشا أو القائد.

2 – الأجهزة الإدارية بمنطقة الحماية الإسبانية:


تميزت الأجهزة الإدارية للحماية الإسبانية بالمغرب بازدواجية الإدارة موزعة بين الإدارة الاستعمارية الفعلية والإدارة المخزنية المغربية الشكلية، مركزيا ومحليا:

على المستوى المركزي
عينت إسبانيا مندوبا ساميا للإشراف على تسيير شؤون المنطقة الشمالية (الخليفية)، يستعين بمجموعة من الأجهزة الإدارية في شكل نيابات (الأمور الأهلية: التعليم، الصناعة، الفلاحة، الصحة، المالية …)، وهو الذي احتكر السلطة الفعلية تاركا السلطة الشكلية لخليفة السلطان.

على المستوى المحلي:
 كان القنصل الإسباني يشرف على المدن التي يحكمها الباشوات، كما كان الضابط العسكري الإسباني يشرف على البوادي التي يرأسها القواد.

‌3 – الأجهزة الإدارية بالمنطقة الدولية:


تمثلت الأجهزة الدولية في السلطة التشريعية المشكلة من:


المجلس التشريعي: 

يتكون من 18 نائبا أجنبيا و6 مغاربة مسلمين و3 مغاربة يهود، يتكفل بسن القوانين التنظيمية.

السلطة التنفيذية:
 تتكون من حاكم المدينة ونواب المجلس التشريعي، تكفلت بتعيين الموظفين الكبار، وبتنفيذ قرارات السلطة التشريعية، والحفاظ على الأمن العام.


السلطة القضائية:

 تشكلت من 7 قضاة الدول الموقعة على مؤتمر الجزيرة الخضراء، تكفلت بالفصل في النزاعات الجنائية والتجارية بالمدينة.
بينما تشكلت الاجهزة المخزنية من:

مندوبية السلطان

المكونة من مندوب السلطان والقاضي وموظفو الاحباس، وكانت تحرص على شؤون المغاربة وتلزمهم باحترام النظام الدولي.


 المقاومة المسلحة ودورها في مواجهة الاحتلال الأجنبي بالمغرب:

1 – مظاهر المقاومة المسلحة المغربية للاحتلال الفرنسي:


انطلقت ردود الفعل المغربية إزاء التدخل الفرنسي والإسباني بالمغرب بمجرد توقيع مهاهدة الحماية بفاس يوم 30 مارس 1912م على شكل تمرد عام الذي تحول إلى مقاومة مسلحة عمت جميع أنحاء البلاد الى غاية 1934م:

قبائل الجنوب والصحراء:

 انطلقت المقاومة الجنوبية من الصحراء المغربية بزعامة أحمد الهيبة ابن الشيخ ماء العينين، وأخوه مربيه ربه، وتصدت هذه المقاومة للجيش الفرنسي في شمال مراكش، وبسبب اختلاف موازين القوة انهزم المغاربة في معركة سيدي بوعثمان يوم 06 شتنبر 1912م، وبعدها عاد المجاهدون لمواصلة المقاومة بالجنوب المغربي إلى غاية وفاة مربيه ربه سنة 1934م.

قبائل الأطلس المتوسط
:
 قاد موحا أوحمو الزياني قبائل زيان بخنيفرة بالأطلس المتوسط، واستطاعوا بفضل شجاعتهم وخططهم الحربية الانتصار الساحق على الفرنسيين، حيث قتل وأسر كبار قادة الجيش في معركة الهري يوم 13 نونبر 1913م.

قبائل الأطلس الكبير والصغير:

 قاد المجاهد عسو أوبسلام قبائل آيت عطا بالأطلس الكبير، ورغم استعمال الجيش الفرنسي للطائرات والمدافع والقنابل، فإن المقاومين صمدوا في معركة بوغافر من 12 فبراير إلى 24 مارس 1933م، ولم يستسلموا إلا بعد أن استنفدوا أسلحتهم، ومقابل شروط قدمها عسو اوبسلام للفرنسيين.

قبائل جبالة والريف:

 تزعم محمد بن عبد الكريم الخطابي المقاومة المسلحة الريفية التي حققت نصرا كبيرا في معركة أنوال يوم 21 يوليوز 1921م ضد الاحتلال الاسباني بالشمال المغربي، وبعد هذه المعركة تحالفت إسبانيا مع فرنسا وشنتا حربا عسكرية استعملت فيها الغازات الكيماوية، فاستسلم محمد بن عبد الكريم الخطابي يوم 27 ماي 1926م. كما قاد أحمد أخريرو مقاومة قبائل جبالة بالشمال الغربي من المغرب ضد الاحتلال الإسباني إلى أن استشهد يوم 3 نونبر 1926م.


2 – مظاهر صمود المقاومة المسلحة واستماتتها في مواجهة الاحتلالين الفرنسي والاسباني:


تطلب احتلال المغرب عسكريا من طرف سلطات الحماية 22 سنة من العمل العسكري (من 1912م إلى 1934م)، وذلك بفضل قوة المقاومة المسلحة المغربية وحسن تنظيمها، رغم استعمالها لوسائل وأسلحة تقليدية بسيطة وأسلحة الغنائم العسكرية من المعارك كما هو الشأن في معركة الهري وأنوال مقارنة مع التفوق العسكري للمحتل، المكون من جيش نظامي مجهز بأسلحة متطورة نارية ودبابات وطائرات.

 إضافة إلى ارتفاع الروح القتالية للقبائل والتفافها حول زعماء المقاومة، وهو ما حاولت فرنسا ضربه بخلق التفرقة (سياسة فرق تسد) بين مكونات المجتمع المغربي من أمازيغ وعرب بإصدارها للظهير البربري سنة 1930م، إلا أن المغاربة أفشلوه وزاد من شعورهم الوطني المغربي، وبنهاية المقاومة المسلحة سنة 1934م دخلت المقاومة المغربية مرحلة المقاومة السياسة إلى جانب العمل المسلح بقيادة الأحزاب السياسة.
خاتمة:

تعرض المغرب للاستعمار بعد توقيع معاهدة الحماية، وشهدت البلاد مقاومة مسلحة استمرت إلى غاية 1934م، ووضع الاستعمار أجهزة إدارية لتسهيل عملية الاستغلال بالمغرب.

المغرب تحت نظام الحماية 1902 -1934

  المغرب تحت نظام الحماية 1902 - 1955

 عرف المغرب تعاقب الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية مند مطلع بداية القرن 20م،وكانت الدول الأوربية  هي المساهمة بالقسط   الكبير في خلق  الأزمات التي كانت السبب الرئيسي بسقوطه تحت الحماية الفرنسية والأسبانية. 
فماهي الظروف التي جعلت المغرب يركع للحماية؟
في عهد من فرضت الحماية ومتى؟
ما هي أجهزة ومؤسسات نظام الحماية بالمغرب؟
وما هو رد فعل المغاربة تجاه هذا النظام؟


І – السياق العام لفرض عقد الحماية على المغرب:

1 – الظروف العامة لفرض عقد الحماية على المغرب:

1 – 1 – العوامل الخارجية التي ساهمت في فرض نظام الحماية على المغرب:

أقدمت فرنسا عند مطلع القرن 20م على أبرام سلسلة من الصفقات السرية مع الدول الإمبريالية التي كانت تنافسها على المغرب:وساهمت فيها عوامل داخلية وأخرى خارجية في عهدي السلطانين المولى عبد العزيز والمولى عبد الحفيظ، انتهت بسقوطه تحت الحماية الفرنسية والأسبانية سنة 1912.
من بين الاتفاقيات لاستعمار المغرب كمايلي :

أ= اتفاق فرنسا وإيطاليا سنة 1902م: تنازلت فيه ايطاليا لصالح فرنسا ،
ب= إتفاق فرنسا وبريطانيا في 8 أبريل 1904م: تنازلت فيه بمقتضاه فرنسا لبريطانيا عن مصر مقابل حرية تصرف فرنسا في المغرب.
ج= اتفاق فرنسا وإسبانيا في أكتوبر 1904م:تم فيه الاتفاق على  تقسيم المغرب بين فرنسا وإسبانيا، بحيث يخضع الشمال لإسبانيا والوسط لفرنسا وجعل طنجة دولية.

1 – 2 -العوامل الداخلية التي ساهمت في فرض نظام الحماية على المغرب:

الازمة المالية :

عرف المغرب أزمة اقتصادية ومالية داخلية تمثلت في فشل المخزن المغربي في فرض ضريبة الترتيب سنة 1902م، ولجوئه إلى الاقتراض المكثف من الدول الأوربية وخاصة فرنسا. مما سبب ثقل الديون الخارجية بسبب سياسة الاقتراض من الدول الأوربية وخاصة فرنسا، وامتناع المحميين عن دفع الضرائب.

ألازمة السياسية الخانقة  : 

تجلت في اندلاع تمرد الجيلالي بن إدريس الزرهوني (بوحمارة) ما بين 1902 و1909م، و ثورة الريسوني وعزل السلطان المولى عبد العزيز لقبوله مقررات الجزيرة الخضراء الموثعة في ابريل1906 وبيعة المولى عبد الحفيظ سنة 1909م، اللذي رأى فيه المغاربة رمزا لمقاومة التدخل الأجنبي.

 إلا أن الضغط الدولي، وعدم اعتراف فرنسا بشرعيته وسقوطه في فخ القروض جعله يهادن الفرنسيين، مما أثار غضب المغاربة فحاصروا القصر الملكي بفاس، مما جعل الجيش الفرنسي يتدخل بدعوى حماية السلطان، وأجبرته على توقيع معاهدة الحماية في 30 مارس 1912م، وقد استغلت القوى الاستعمارية هذا الوضع السياسي المضطرب، حيث احتلت فرنسا وجدة والدار البيضاء سنة 1907م، ثم احتلت اسبانيا العرائش والقصر الكبير سنة 1911م.


الازمة الاجتماعية

نقص المواد الغذائية، وإفلاس الفلاحين، وانتشار الكوارث الطبيعية (الجفاف، الجراد ، المجاعة …)، بالإضافة إلى انتشار الأوبئة والأمراض..
2 – بنود عقد الحماية التي فرضت على المغرب بفاس يوم 30 مارس 1912م:

بفاس في 30 مارس من سنة 1912م  وقع السلطان مولاي عبد الحفيظ والسفير الفرنسي( رينو Regnault) عقد الحماية ، وقد اتفق الطرفين على ما يلي:
تأسيس نظام جديد تنجز بموجبه فرنسا الإصلاحات النافعة للمغاربة.

حراسة فرنسا للتراب المغربي برا وبحرا.
تعهد فرنسا بحماية أمن وسلامة ومهام السلطان.
اشراك السلطان وولاته في الأقاليم في تنفيذ نظام الحماية.
تعيين فرنسا مقيما عاما لها في المغرب وتمتعيه بصلاحيات عامة.

رعاية فرنسا لشؤون المغرب وجالياته في الخارج.
إشراف فرنسا على طلبات المغرب للقروض.
قيام فرنسا بالتفاوض مع إسبانيا.
الإبقاء على طنجة كمنطقة دولية.

هذه هي الاسباب التي ادت الى فرض نظام الحمايةوهنا وجد المغرب نفسه فاقدا سيادته وحقه في تسيير شؤونه العامة بنفسه لصالح الحمايتين الفرنسية والاسبانية فرنسا في الوسط واسبانيا في الشمال والجنوب وسلطة دولية في طنجة، ليصبح له في شخص السلطان وخليفته دورا شكليا مجردا من كل الصلاحيات.

الوضع السياسي بالمغرب خلال عهد الحماية:

1 – مراحل الاحتلال الاستعماري للمغرب:

تم تحديد مراحل الاحتلال العسكري للمغرب على النحو الآتي:
الفترة ما  قبل 1912م: احتلت فرنسا المغرب الشرقي والمناطق الممتدة من الدار البيضاء إلى فاس.
 الفترة  مابين 1912 – 1914م: سيطرت فرنسا على المناطق الواقعة غرب جبال الأطلس.

 الفترة  مابين  1914 – 1920م: استولت فرنسا على الأطلس المتوسط والأطلس الكبير.
 الفترة  مابين  1921 – 1926م: احتلت إسبانيا المنطقة الشمالية.
 الفترة  مابين 1931 – 1934م: استولت فرنسا وإسبانيا على المناطق الصحراوية.

استغل الاستعمار عدة وسائل لاحتلال المغرب أبرزها:
تنظيم جيش كبير  مجهز بأسلحة حديثة.
اللجوء الى سياسة الأرض المحروقة (إحراق المحاصيل الزراعية لتجويع السكان، ولإرغام المقاومين على الاستسلام).
نهج سياسة بقعة الزيت (بث النزاعات القبلية).
الاعتماد على الأعيان الذين يمثلون عملاء الاستعمار وعلى رأسهم الكلاوي.

2 – التقسيم الاستعماري للتراب المغربي في عهد الحماية:

المستعمر قسم المغرب إلى ثلاث مناطق أساسية:


منطقة نفوذ الحماية الفرنسية: 

بوسط البلاد، والذي تم تقسيمه إلى جهات مدنية (وجدة، والرباط، والدار البيضاء)، وجهات عسكرية (فاس، ومكناس، ومراكش وأكادير). 

منطقة نفوذ الحماية الإسبانية:

 بالشمال (جبالة، غمارة، الريف …)، وبالجنوب المغربي (الساقية الحمراء، ووادي الذهب …).

  منطقة نفوذ النظام الدولي: بطنجة


الأجهزة الإدارية لنظام للحماية ووظائفها:

1 – الأجهزة الإدارية للحماية الفرنسية بالمغرب:

أحدثت فرنسا إدارة فرنسية لترسيخ سلطتها مع الاحتفاظ بالأجهزة المخزنية التي تمثل الإدارة المغربية، وقد توزعت بين إدارة مركزية وإقليمية ومحلية:


على المستوى المركزي:

 يمثل المقيم العام الجمهورية الفرنسية بالمغرب، يسير المصالح الإدارية والعسكرية ويسن القوانين ويصادق عليها، وبذلك كان له مطلق الصلاحيات، يساعده كاتب عام يشرف على جميع الإدارات، إضافة إلى المديرين يتولون رئاسة المديريات التقنية (الصحة، التعليم، الفلاحة، الصناعة، البريد …).

والمديريات السياسية (الداخلية: تراقب السلط جهويا ومحليا، والأمنية: تراقب أفكار المغاربة وتقمع المعارضين)، ثم مديرية الشؤون الشريفة (تراقب وظائف المخزن، وتقدم القرارات للسلطان والصدر الأعظم)، بالمقابل اكتفى السلطان المغربي بالسلطة الدينية، وبالتوقيع على القوانين التي يصدرها المقيم العام الفرنسي بالمغرب .

وبحلول 1925م تحولت الحماية إلى إدارة مباشرة تتخد القرارات متجاوزة الإدارة المغربية عكس ما كانت تصرح به سلطات الحماية في شخص مقيمها العام (ليوطي أول مقيم عام 1912- 1925م) أن الإدارة تتم بمؤسسات وحكومة وإدارة البلد، وتحت السلط العليا للسلطان، وتحت الإشراف البسيط لفرنسا.

على المستوى الإقليمي والجهوي:

 قسمت منطقة النفوذ الفرنسي إلى سبعة أقاليم يرأس كل منها موظف سام فرنسي.
على المستوى المحلي: قسم كل إقليم إلى دوائر حضرية وقروية يرأس كل منها موظف مغربي يعرف باسم الباشا أو القائد.

2 – الأجهزة الإدارية بمنطقة الحماية الإسبانية:


تميزت الأجهزة الإدارية للحماية الإسبانية بالمغرب بازدواجية الإدارة موزعة بين الإدارة الاستعمارية الفعلية والإدارة المخزنية المغربية الشكلية، مركزيا ومحليا:

على المستوى المركزي
عينت إسبانيا مندوبا ساميا للإشراف على تسيير شؤون المنطقة الشمالية (الخليفية)، يستعين بمجموعة من الأجهزة الإدارية في شكل نيابات (الأمور الأهلية: التعليم، الصناعة، الفلاحة، الصحة، المالية …)، وهو الذي احتكر السلطة الفعلية تاركا السلطة الشكلية لخليفة السلطان.

على المستوى المحلي:
 كان القنصل الإسباني يشرف على المدن التي يحكمها الباشوات، كما كان الضابط العسكري الإسباني يشرف على البوادي التي يرأسها القواد.

‌3 – الأجهزة الإدارية بالمنطقة الدولية:


تمثلت الأجهزة الدولية في السلطة التشريعية المشكلة من:


المجلس التشريعي: 

يتكون من 18 نائبا أجنبيا و6 مغاربة مسلمين و3 مغاربة يهود، يتكفل بسن القوانين التنظيمية.

السلطة التنفيذية:
 تتكون من حاكم المدينة ونواب المجلس التشريعي، تكفلت بتعيين الموظفين الكبار، وبتنفيذ قرارات السلطة التشريعية، والحفاظ على الأمن العام.


السلطة القضائية:

 تشكلت من 7 قضاة الدول الموقعة على مؤتمر الجزيرة الخضراء، تكفلت بالفصل في النزاعات الجنائية والتجارية بالمدينة.
بينما تشكلت الاجهزة المخزنية من:

مندوبية السلطان

المكونة من مندوب السلطان والقاضي وموظفو الاحباس، وكانت تحرص على شؤون المغاربة وتلزمهم باحترام النظام الدولي.


 المقاومة المسلحة ودورها في مواجهة الاحتلال الأجنبي بالمغرب:

1 – مظاهر المقاومة المسلحة المغربية للاحتلال الفرنسي:


انطلقت ردود الفعل المغربية إزاء التدخل الفرنسي والإسباني بالمغرب بمجرد توقيع مهاهدة الحماية بفاس يوم 30 مارس 1912م على شكل تمرد عام الذي تحول إلى مقاومة مسلحة عمت جميع أنحاء البلاد الى غاية 1934م:

قبائل الجنوب والصحراء:

 انطلقت المقاومة الجنوبية من الصحراء المغربية بزعامة أحمد الهيبة ابن الشيخ ماء العينين، وأخوه مربيه ربه، وتصدت هذه المقاومة للجيش الفرنسي في شمال مراكش، وبسبب اختلاف موازين القوة انهزم المغاربة في معركة سيدي بوعثمان يوم 06 شتنبر 1912م، وبعدها عاد المجاهدون لمواصلة المقاومة بالجنوب المغربي إلى غاية وفاة مربيه ربه سنة 1934م.

قبائل الأطلس المتوسط
:
 قاد موحا أوحمو الزياني قبائل زيان بخنيفرة بالأطلس المتوسط، واستطاعوا بفضل شجاعتهم وخططهم الحربية الانتصار الساحق على الفرنسيين، حيث قتل وأسر كبار قادة الجيش في معركة الهري يوم 13 نونبر 1913م.

قبائل الأطلس الكبير والصغير:

 قاد المجاهد عسو أوبسلام قبائل آيت عطا بالأطلس الكبير، ورغم استعمال الجيش الفرنسي للطائرات والمدافع والقنابل، فإن المقاومين صمدوا في معركة بوغافر من 12 فبراير إلى 24 مارس 1933م، ولم يستسلموا إلا بعد أن استنفدوا أسلحتهم، ومقابل شروط قدمها عسو اوبسلام للفرنسيين.

قبائل جبالة والريف:

 تزعم محمد بن عبد الكريم الخطابي المقاومة المسلحة الريفية التي حققت نصرا كبيرا في معركة أنوال يوم 21 يوليوز 1921م ضد الاحتلال الاسباني بالشمال المغربي، وبعد هذه المعركة تحالفت إسبانيا مع فرنسا وشنتا حربا عسكرية استعملت فيها الغازات الكيماوية، فاستسلم محمد بن عبد الكريم الخطابي يوم 27 ماي 1926م. كما قاد أحمد أخريرو مقاومة قبائل جبالة بالشمال الغربي من المغرب ضد الاحتلال الإسباني إلى أن استشهد يوم 3 نونبر 1926م.


2 – مظاهر صمود المقاومة المسلحة واستماتتها في مواجهة الاحتلالين الفرنسي والاسباني:


تطلب احتلال المغرب عسكريا من طرف سلطات الحماية 22 سنة من العمل العسكري (من 1912م إلى 1934م)، وذلك بفضل قوة المقاومة المسلحة المغربية وحسن تنظيمها، رغم استعمالها لوسائل وأسلحة تقليدية بسيطة وأسلحة الغنائم العسكرية من المعارك كما هو الشأن في معركة الهري وأنوال مقارنة مع التفوق العسكري للمحتل، المكون من جيش نظامي مجهز بأسلحة متطورة نارية ودبابات وطائرات.

 إضافة إلى ارتفاع الروح القتالية للقبائل والتفافها حول زعماء المقاومة، وهو ما حاولت فرنسا ضربه بخلق التفرقة (سياسة فرق تسد) بين مكونات المجتمع المغربي من أمازيغ وعرب بإصدارها للظهير البربري سنة 1930م، إلا أن المغاربة أفشلوه وزاد من شعورهم الوطني المغربي، وبنهاية المقاومة المسلحة سنة 1934م دخلت المقاومة المغربية مرحلة المقاومة السياسة إلى جانب العمل المسلح بقيادة الأحزاب السياسة.
خاتمة:

تعرض المغرب للاستعمار بعد توقيع معاهدة الحماية، وشهدت البلاد مقاومة مسلحة استمرت إلى غاية 1934م، ووضع الاستعمار أجهزة إدارية لتسهيل عملية الاستغلال بالمغرب.

الثلاثاء، 25 يناير 2022

الازمة العالمية لسنة 1929، أسباب وعواقب انهيار سوق الأسهم.

  الازمة العالمية لسنة 1929، أسباب وعواقب انهيار سوق الأسه
  


ولدت أزمة 1929 بامريكا وبسوق الأسهم في وول ستريت يوم الخميس الأسود 24 أكتوبر 1929 ،بعدها انتشرت في جميع أنحاء العالم وكانت لها عواقب وخيمة أدت إلى الكساد الكبير. بهذا الفهرس سنكون تطرقنا إلى اسباب ونتائج الازمة العالمية لسنة1929.

ملخص أزمة عام 1929
انهيار سوق الأسهم عام 1929
الكساد الكبير
سياسة الصفقة الجديدة
الأزمة تصل فرنسا
أزمة عام 1929،والتواريخ الرئيسية


ملخص الكساد الاقتصادي لعام 1929 - في أعقاب الحرب العالمية الأولى ، شهدت الولايات المتحدة نموًا اقتصاديًا هائلاً. لا أحد يتخيل أنه في يوم واحد في وول ستريت ، تكون الدولة على وشك أن تتسبب في واحدة من أخطر الأزمات الاقتصادية في التاريخ: الكساد الكبير . 

من ذلك "الخميس الأسود" الشهير عام 1929 إلى الحرب العالمية الثانية ، انتشرت الكارثة حول العالم. خلال فترة ركود استمرت عشر سنوات ، ستشهد البلدان الأكثر تضررًا اضطرابات اجتماعية وسياسية كبيرة ، حتى أنها تفضل صعود أدولف هتلر في ألمانيا.

ما الذي تسبب في انهيار البورصة في 24 أكتوبر 1929؟
خلال عشرينيات القرن الماضي ، دخلت الولايات المتحدة مرحلة إعادة الإعمار حيث شهد الاقتصاد طفرة معينة. لكن النظام الأمريكي مليء بالعيوب. بالإضافة إلى فائض الإنتاج الصناعي ، إعتمد هذا الأخير بشكل أساسي على المضاربة في سوق الأوراق المالية والائتمان .

 إقترض السكان بشكل مفرط ليكونوا قادرين على الاستثمار في سوق الأوراق المالية. وهكذا ، عندما إنخفضت الأسعار ، إندفع المساهمون لإعادة بيع أسهمهم قبل أن يخسروا الكثير من قيمتها. ساد الذعر بسرعة وول ستريت يوم الخميس 24 أكتوبر 1929 وأدى حتما إلى يوم " الخميس الأسود " ، حيث تم طرح ما يقرب من 13 مليون سهم للبيع.

 إنهار سوق الأسهم وغرق الاقتصاد الأمريكي بأكمله بسرعة فائقة مع عواقب متعددة. الصناعات لم تعد تجد المستثمرين والاستهلاك في تناقص مستمر. وكذلك الزراعة ، التي كانت تعاني بالفعل من أزمة منذ سنوات ، إزدادت تداعيًتهاا إلى جانب قيم إنتاجها. أما البنوك ، فقد واجهت عدم قدرة المساهمين على سداد قروضهم فتعرضت للإفلاس الواحدة تلوى الآخرى. إنها كانت  بداية الكساد العظيم.

ما هي عواقب الكساد الكبير في العالم؟
خلال الثلاثينيات من القرن الماضي ، أدى انهيار الاقتصاد الأمريكي في أعقاب انهيار سوق الأسهم عام 1929 إلى الكساد الكبير أو الركود العظيم .ثم إنتشر تدريجياً إلى العالم بأسره ، فالاقتصادات الأجنبية كانت تعتمد بشكل أو بآخر على القوة الأمريكية.

 بسبب سياسته الشيوعية المستقلة ،وكان  الاتحاد السوفياتي هو الوحيد الذي نجا من الأزمة. تشهد أرقام البطالة في كل مكان زيادات غير مسبوقة. هذه هي الطريقة التي وصل بها هتلر إلى السلطة بعد أن وعد بتعافي الاقتصاد الألماني. 

في أماكن أخرى ، يحاول القادة قدر المستطاع وقف تدهور بلدانهم من خلال تخفيض قيمة العملة وسياسة أكثر حمائية من أي وقت مضى. بعد عشر سنوات من الأزمة ، ستضع الحرب العالمية الثانية نهاية للكساد العظيم.

ما هي أهداف السياسة للصفقة الجديدة؟
في الولايات المتحدة ، الرئيس الجديد المنتخب في عام 1932 ، فرانكلين ديلانو روزفلت ، وضع الصفقة الجديدة.تهدف سياسة "الصفقة الجديدة" هذه إلى كبح تداعيات الأزمة الاقتصادية بإجراءات رئيسية مثل إصلاح النظام المصرفي ، والانسحاب من معيار الذهب ، وخفض قيمة الدولار ، وتنظيم الإنتاج الزراعي ، والمساعدات الاجتماعية والاقتصادية. وبدء الأعمال الكبرى لمكافحة البطالة.

 اتخذت السياسة الرأسمالية التي تم تبنيها حتى ذلك الحين مسارات جديدة ، حيث كان لتدخل الدولة الأسبقية على الليبرالية. وهكذا ، ولدت أزمة عام 1929 من نظام اقتصادي كان يبدو قوياً ، لكن أسسه ظلت هشة للغاية. كان يوم واحد كافياً لزعزعة العالم كله لمدة عشر سنوات ، وكشف نقاط ضعف الرأسمالية الليبرالية الأمريكية. بينما كانت العديد من الدول تحاول الظهور ، كانت النازية تتقدم.وبعدها ليس بالبعيدة دخل العالم الحرب العالمية الثانية.

كساد عام 1929: التواريخ الرئيسية
24 أكتوبر 1929: الخميس الأسود في وول ستريت إنهارت بورصة نيويورك. في غضون ساعات قليلة ، تم بيع 12 مليون كتاب في السوق. مع ملاحظة انخفاض الأسعار ، سعى المضاربون إلى التخلص من جميع أسهمهم في أسرع وقت ممكن. إنخفضت الأسعار بنسبة 30٪. وتم تأكيد "الانهيار" يوم الثلاثاء 29. "الخميس الأسود" هو بداية أخطر أزمة اقتصادية في التاريخ. تدمرت الولايات المتحدة. ثم انتقلت الى باقي دول العالم فأنهار اقتصاديا وسياسيا.

11 مايو 1931: أعلن Creditanstalt إفلاسه بعد انهيار سوق الأسهم في وول ستريت ، والذي تسبب في أزمة اقتصادية رهيبة في الولايات المتحدة ، اضطر أكبر بنك نمساوي إلى إعلان إفلاسه. تأسس Creditanstalt في عام 1855 ، وبالتالي أغلق أبوابه ، مما تسبب في انهيار سوق الأوراق المالية النمساوية. وبلا هوادة ، وصلت المشاكل الاقتصادية إلى ألمانيا ، لتغرق البلاد في أزمة.

13 يوليو 1931: إفلاس بنك الدانات حيث إضطر بنك دانات ، مثل نظيره النمساوي ، إلى إغلاق أبوابه.ولم  يستطيع البنك الألماني التعامل مع التداعيات الرهيبة لانهيار سوق الأسهم في وول ستريت والأزمة الاقتصادية الناتجة عنه. وبالفعل ، كانت البنوك الأمريكية ، في محاولة للخروج من الكارثة ، تستعيد كل رؤوس أموالها المستثمرة في الخارج ، مما أدى إلى خراب العديد من المؤسسات.

21 سبتمبر 1931: خفضت قيمة الجنيه الإسترليني متأثرة بالأزمة الاقتصادية الناجمة عن انهيار سوق الأوراق المالية في أكتوبر 1929 ، اضطرت المملكة المتحدة إلى خفض قيمة عملتها ، الجنيه الإسترليني ، بنسبة 40٪ تقريبًا. كما أنها تخلت عن النظام النقدي المعياري الذهبي ، المستخدم منذ القرن التاسع عشر والذي تشير فيه الوحدة النقدية إلى وزن ثابت في الذهب.

 بعد ذلك ، سيتعين على عشرات العملات الأخرى المرتبطة بالنظام أن تفعل الشيء نفسه ، بما في ذلك فرنسا. وإذا تم تجنيبها حتى ذلك الحين ، رفضت أي تخفيض لقيمة الفرنك ، وبالتالي طالت  الأزمة على أراضيها.

2 يوليو 1932: تحدث آنذاك  الحاكم  روزفلت عن "الصفقة الجديدة". تحدث حاكم ولاية نيويورك ، فرانكلين ديلانو روزفلت ، الرئيس المستقبلي للولايات المتحدة ، لأول مرة عن "الصفقة الجديدة" في خطاب ألقاه. هذه الفكرة ، القائمة على نظريات الاقتصادي البريطاني جون كينز ، يجب أن تجعل من الممكن إيقاف أزمة الثلاثينيات من خلال تدابير اقتصادية واجتماعية.

20 يوليو 1932: افتتاح المؤتمر الاقتصادي الإمبراطوري في أوتاوا من أجل انتزاع نفسها من الكارثة الاقتصادية ، قررت المملكة المتحدة توقيع اتفاقيات مع أقاليم الكومنولث. والغرض من المؤتمر إذن هو الاعتماد على سياسة الحمائية. وستؤدي المفاوضات ، بعد شهر ، إلى اعتماد تعريفات جمركية متبادلة مفيدة للغاية.

4 مارس 1933: نفذ الرئيس روزفلت الصفقة الجديدةانتخب فرانكلين ديلانو روزفلت رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية في نوفمبر 1932. وأدى اليمين الدستورية في مارس 1933 ، وأطلق سياسة الصفقة الجديدة.

5 مارس 1933: أغلق روزفلت البنوك الأمريكيةوأمر الرئيس الأمريكي ، بعد يوم من تنصيبه ، بإغلاق البنوك لمدة أربعة أيام. ومن ثم فهو يأمل في وضع حد للذعر الناجم عن حالات الإفلاس المتتالية. اعتبارًا من 9 مارس ، سيتمكنون من فتح أبوابهم مرة أخرى ، بشرط أن يتمكنوا من الدفع لدائنيهم.

6 مارس 1933: حظر الذهب الذي قرره روزفلت فرضت الولايات المتحدة حظرا على تصدير الذهب للخروج من الركود الاقتصادي الذي أعاق البلاد منذ عام 1929. ومنذ الشهر التالي ، تم التخلي عن نظام قاعدة الذهب.

31 مارس 1933: إطلاق فيلق الحفظ المدني من بين الأعمال العظيمة التي أطلقتها الحكومة الأمريكية في إطار الصفقة الجديدة ، أتاح فيلق الحفظ المدني توظيف مليوني عاطل عن العمل لبرنامج وطني لإعادة التحريج. 

مايو 1933: مقياس الصفقة الجديدة في الزراعةفي قلب برنامجه للانتعاش الاقتصادي ، أصدر روزفلت قانون التكيف الزراعي (AAA). تفاقمت الأزمة الزراعية بشكل كبير مع انهيار البورصة عام 1929. والغرض من القانون هو زيادة أسعار المنتجات الزراعية ووضع حد للإفراط في الإنتاج الكارثي. 

وبالتالي ، دفعت الدولة تعويضات مالية للمزارعين مقابل تقليص المساحات المزروعة. بالإضافة إلى ذلك ، عملت AAA على تسهيل سداد ديونها. تم تدمير الفائض والعديد من المحاصيل ، على الرغم من الجوع الذي يعاني منه غالبية الأمريكيين.

18 مايو 1933: إنشاء سلطة وادي تينيسي تم إنشاء شركة Tennessee Valley Authority (TVA) الحكومية كجزء من صفقة روزفلت الجديدة. يهدف ، من خلال الأعمال الكبرى ، إلى الحد من البطالة. كان أكثر من 12 مليون أمريكي عاطلين عن العمل. وبالتالي ، من خلال تطوير حوض تينيسي ، ضمنت الحكومة تنمية اقتصادية للمنطقة مع الحد من أرقام البطالة الكارثية. ووضعت حدا  للفيضانات المتكررة ، أنتجت السدود التي تم بناؤها كهرباء كافية لتلبية احتياجات عدة ملايين من السكان.

16 يونيو 1933: تم التصويت على قانون الانتعاش الصناعي الوطني كجزء من الصفقة الجديدة التي أطلقها روزفلت لوقف الأزمة الاقتصادية ، تبنت الولايات المتحدة قانون NIRA ، وهو قانون للانتعاش الصناعي للبلاد. والغرض منه هو تحسين سلوك الصناعات في مجال المنافسة من خلال تدخل الدولة. والهدف من ذلك هو عقد اتفاقيات بين المجموعات المختلفة ، لا سيما بشأن الأسعار وساعات العمل والأجور.

 لهذا ، تم إنشاء NRA (إدارة التعافي الوطنية). الصناعات ليست مجبرة على الانضمام ، ولكن أولئك الذين يوافقون على الالتزام بالقواعد المنصوص عليها يظهرون جهودهم من خلال تجهيز أنفسهم بشعار النسر الأزرق الذي يحمل الأحرف الأولى من NRA. 

3 يناير 1934: تخفيض قيمة الدولارنتيجة للأزمة الاقتصادية عام 1929 ، انخفضت قيمة الدولار بنسبة 41٪ تقريبًا.

14 أغسطس 1935: تم التوقيع على قانون الضمان الاجتماعي من أجل تقديم المساعدة إلى الأشخاص الأكثر ضعفًا ، سيتيح برنامج New Deal المصادقة على قانون بشأن قانون الضمان الاجتماعي ، وهو نوع من الضمان الاجتماعي.

1 أكتوبر 1936: خفضت فرنسا قيمة الفرنك بعد فترة وجيزة من فوز الجبهة الشعبية في الانتخابات التشريعية ، قررت فرنسا خفض قيمة الفرنك لمواجهة الكساد العظيم. ومع ذلك ، كان رد فعل الدولة متأخراً للغاية مع الأزمة الاقتصادية التي أعقبت انهيار البورصة عام 1929. 

عندما تم تخفيض قيمة الجنيه والدولار قبل سنوات ،
 استمرت الحكومة في الحفاظ على قيمة فرنك بوانكاريه. ثم أدى هذا الوضع إلى اختلال كبير بين الأسعار في السوق الفرنسية وتلك الموجودة في السوق الخارجية. تأثرت بدورها فرنسا ، التي كانت حتى ذلك الحين قد أفلتت من الأزمة بفضل استقلالها المالي. لن يساعد هذا الإجراء المتأخر في إنعاش اقتصاد البلاد ، في حين أن الدول الأخرى بدأت للتو في جذب رؤوسها فوق الماء.

5 أكتوبر 1936: مسيرة جارو للجوع ينطلق سكان إحدى المدن الأكثر تضررًا من الأزمة الاقتصادية لعام 1929 في مسيرة هائلة ضد الجوع. يتجمع حشد من العاطلين عن العمل ويسلكون الطريق نحو لندن. منذ بداية الأزمة ، تم تنظيم العديد من المسيرات المماثلة ، لكن مسيرة جارو ستبقى الأكثر تميزًا في التاريخ.

الازمة العالمية لسنة 1929، أسباب وعواقب انهيار سوق الأسهم.

  الازمة العالمية لسنة 1929، أسباب وعواقب انهيار سوق الأسه
  


ولدت أزمة 1929 بامريكا وبسوق الأسهم في وول ستريت يوم الخميس الأسود 24 أكتوبر 1929 ،بعدها انتشرت في جميع أنحاء العالم وكانت لها عواقب وخيمة أدت إلى الكساد الكبير. بهذا الفهرس سنكون تطرقنا إلى اسباب ونتائج الازمة العالمية لسنة1929.

ملخص أزمة عام 1929
انهيار سوق الأسهم عام 1929
الكساد الكبير
سياسة الصفقة الجديدة
الأزمة تصل فرنسا
أزمة عام 1929،والتواريخ الرئيسية


ملخص الكساد الاقتصادي لعام 1929 - في أعقاب الحرب العالمية الأولى ، شهدت الولايات المتحدة نموًا اقتصاديًا هائلاً. لا أحد يتخيل أنه في يوم واحد في وول ستريت ، تكون الدولة على وشك أن تتسبب في واحدة من أخطر الأزمات الاقتصادية في التاريخ: الكساد الكبير . 

من ذلك "الخميس الأسود" الشهير عام 1929 إلى الحرب العالمية الثانية ، انتشرت الكارثة حول العالم. خلال فترة ركود استمرت عشر سنوات ، ستشهد البلدان الأكثر تضررًا اضطرابات اجتماعية وسياسية كبيرة ، حتى أنها تفضل صعود أدولف هتلر في ألمانيا.

ما الذي تسبب في انهيار البورصة في 24 أكتوبر 1929؟
خلال عشرينيات القرن الماضي ، دخلت الولايات المتحدة مرحلة إعادة الإعمار حيث شهد الاقتصاد طفرة معينة. لكن النظام الأمريكي مليء بالعيوب. بالإضافة إلى فائض الإنتاج الصناعي ، إعتمد هذا الأخير بشكل أساسي على المضاربة في سوق الأوراق المالية والائتمان .

 إقترض السكان بشكل مفرط ليكونوا قادرين على الاستثمار في سوق الأوراق المالية. وهكذا ، عندما إنخفضت الأسعار ، إندفع المساهمون لإعادة بيع أسهمهم قبل أن يخسروا الكثير من قيمتها. ساد الذعر بسرعة وول ستريت يوم الخميس 24 أكتوبر 1929 وأدى حتما إلى يوم " الخميس الأسود " ، حيث تم طرح ما يقرب من 13 مليون سهم للبيع.

 إنهار سوق الأسهم وغرق الاقتصاد الأمريكي بأكمله بسرعة فائقة مع عواقب متعددة. الصناعات لم تعد تجد المستثمرين والاستهلاك في تناقص مستمر. وكذلك الزراعة ، التي كانت تعاني بالفعل من أزمة منذ سنوات ، إزدادت تداعيًتهاا إلى جانب قيم إنتاجها. أما البنوك ، فقد واجهت عدم قدرة المساهمين على سداد قروضهم فتعرضت للإفلاس الواحدة تلوى الآخرى. إنها كانت  بداية الكساد العظيم.

ما هي عواقب الكساد الكبير في العالم؟
خلال الثلاثينيات من القرن الماضي ، أدى انهيار الاقتصاد الأمريكي في أعقاب انهيار سوق الأسهم عام 1929 إلى الكساد الكبير أو الركود العظيم .ثم إنتشر تدريجياً إلى العالم بأسره ، فالاقتصادات الأجنبية كانت تعتمد بشكل أو بآخر على القوة الأمريكية.

 بسبب سياسته الشيوعية المستقلة ،وكان  الاتحاد السوفياتي هو الوحيد الذي نجا من الأزمة. تشهد أرقام البطالة في كل مكان زيادات غير مسبوقة. هذه هي الطريقة التي وصل بها هتلر إلى السلطة بعد أن وعد بتعافي الاقتصاد الألماني. 

في أماكن أخرى ، يحاول القادة قدر المستطاع وقف تدهور بلدانهم من خلال تخفيض قيمة العملة وسياسة أكثر حمائية من أي وقت مضى. بعد عشر سنوات من الأزمة ، ستضع الحرب العالمية الثانية نهاية للكساد العظيم.

ما هي أهداف السياسة للصفقة الجديدة؟
في الولايات المتحدة ، الرئيس الجديد المنتخب في عام 1932 ، فرانكلين ديلانو روزفلت ، وضع الصفقة الجديدة.تهدف سياسة "الصفقة الجديدة" هذه إلى كبح تداعيات الأزمة الاقتصادية بإجراءات رئيسية مثل إصلاح النظام المصرفي ، والانسحاب من معيار الذهب ، وخفض قيمة الدولار ، وتنظيم الإنتاج الزراعي ، والمساعدات الاجتماعية والاقتصادية. وبدء الأعمال الكبرى لمكافحة البطالة.

 اتخذت السياسة الرأسمالية التي تم تبنيها حتى ذلك الحين مسارات جديدة ، حيث كان لتدخل الدولة الأسبقية على الليبرالية. وهكذا ، ولدت أزمة عام 1929 من نظام اقتصادي كان يبدو قوياً ، لكن أسسه ظلت هشة للغاية. كان يوم واحد كافياً لزعزعة العالم كله لمدة عشر سنوات ، وكشف نقاط ضعف الرأسمالية الليبرالية الأمريكية. بينما كانت العديد من الدول تحاول الظهور ، كانت النازية تتقدم.وبعدها ليس بالبعيدة دخل العالم الحرب العالمية الثانية.

كساد عام 1929: التواريخ الرئيسية
24 أكتوبر 1929: الخميس الأسود في وول ستريت إنهارت بورصة نيويورك. في غضون ساعات قليلة ، تم بيع 12 مليون كتاب في السوق. مع ملاحظة انخفاض الأسعار ، سعى المضاربون إلى التخلص من جميع أسهمهم في أسرع وقت ممكن. إنخفضت الأسعار بنسبة 30٪. وتم تأكيد "الانهيار" يوم الثلاثاء 29. "الخميس الأسود" هو بداية أخطر أزمة اقتصادية في التاريخ. تدمرت الولايات المتحدة. ثم انتقلت الى باقي دول العالم فأنهار اقتصاديا وسياسيا.

11 مايو 1931: أعلن Creditanstalt إفلاسه بعد انهيار سوق الأسهم في وول ستريت ، والذي تسبب في أزمة اقتصادية رهيبة في الولايات المتحدة ، اضطر أكبر بنك نمساوي إلى إعلان إفلاسه. تأسس Creditanstalt في عام 1855 ، وبالتالي أغلق أبوابه ، مما تسبب في انهيار سوق الأوراق المالية النمساوية. وبلا هوادة ، وصلت المشاكل الاقتصادية إلى ألمانيا ، لتغرق البلاد في أزمة.

13 يوليو 1931: إفلاس بنك الدانات حيث إضطر بنك دانات ، مثل نظيره النمساوي ، إلى إغلاق أبوابه.ولم  يستطيع البنك الألماني التعامل مع التداعيات الرهيبة لانهيار سوق الأسهم في وول ستريت والأزمة الاقتصادية الناتجة عنه. وبالفعل ، كانت البنوك الأمريكية ، في محاولة للخروج من الكارثة ، تستعيد كل رؤوس أموالها المستثمرة في الخارج ، مما أدى إلى خراب العديد من المؤسسات.

21 سبتمبر 1931: خفضت قيمة الجنيه الإسترليني متأثرة بالأزمة الاقتصادية الناجمة عن انهيار سوق الأوراق المالية في أكتوبر 1929 ، اضطرت المملكة المتحدة إلى خفض قيمة عملتها ، الجنيه الإسترليني ، بنسبة 40٪ تقريبًا. كما أنها تخلت عن النظام النقدي المعياري الذهبي ، المستخدم منذ القرن التاسع عشر والذي تشير فيه الوحدة النقدية إلى وزن ثابت في الذهب.

 بعد ذلك ، سيتعين على عشرات العملات الأخرى المرتبطة بالنظام أن تفعل الشيء نفسه ، بما في ذلك فرنسا. وإذا تم تجنيبها حتى ذلك الحين ، رفضت أي تخفيض لقيمة الفرنك ، وبالتالي طالت  الأزمة على أراضيها.

2 يوليو 1932: تحدث آنذاك  الحاكم  روزفلت عن "الصفقة الجديدة". تحدث حاكم ولاية نيويورك ، فرانكلين ديلانو روزفلت ، الرئيس المستقبلي للولايات المتحدة ، لأول مرة عن "الصفقة الجديدة" في خطاب ألقاه. هذه الفكرة ، القائمة على نظريات الاقتصادي البريطاني جون كينز ، يجب أن تجعل من الممكن إيقاف أزمة الثلاثينيات من خلال تدابير اقتصادية واجتماعية.

20 يوليو 1932: افتتاح المؤتمر الاقتصادي الإمبراطوري في أوتاوا من أجل انتزاع نفسها من الكارثة الاقتصادية ، قررت المملكة المتحدة توقيع اتفاقيات مع أقاليم الكومنولث. والغرض من المؤتمر إذن هو الاعتماد على سياسة الحمائية. وستؤدي المفاوضات ، بعد شهر ، إلى اعتماد تعريفات جمركية متبادلة مفيدة للغاية.

4 مارس 1933: نفذ الرئيس روزفلت الصفقة الجديدةانتخب فرانكلين ديلانو روزفلت رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية في نوفمبر 1932. وأدى اليمين الدستورية في مارس 1933 ، وأطلق سياسة الصفقة الجديدة.

5 مارس 1933: أغلق روزفلت البنوك الأمريكيةوأمر الرئيس الأمريكي ، بعد يوم من تنصيبه ، بإغلاق البنوك لمدة أربعة أيام. ومن ثم فهو يأمل في وضع حد للذعر الناجم عن حالات الإفلاس المتتالية. اعتبارًا من 9 مارس ، سيتمكنون من فتح أبوابهم مرة أخرى ، بشرط أن يتمكنوا من الدفع لدائنيهم.

6 مارس 1933: حظر الذهب الذي قرره روزفلت فرضت الولايات المتحدة حظرا على تصدير الذهب للخروج من الركود الاقتصادي الذي أعاق البلاد منذ عام 1929. ومنذ الشهر التالي ، تم التخلي عن نظام قاعدة الذهب.

31 مارس 1933: إطلاق فيلق الحفظ المدني من بين الأعمال العظيمة التي أطلقتها الحكومة الأمريكية في إطار الصفقة الجديدة ، أتاح فيلق الحفظ المدني توظيف مليوني عاطل عن العمل لبرنامج وطني لإعادة التحريج. 

مايو 1933: مقياس الصفقة الجديدة في الزراعةفي قلب برنامجه للانتعاش الاقتصادي ، أصدر روزفلت قانون التكيف الزراعي (AAA). تفاقمت الأزمة الزراعية بشكل كبير مع انهيار البورصة عام 1929. والغرض من القانون هو زيادة أسعار المنتجات الزراعية ووضع حد للإفراط في الإنتاج الكارثي. 

وبالتالي ، دفعت الدولة تعويضات مالية للمزارعين مقابل تقليص المساحات المزروعة. بالإضافة إلى ذلك ، عملت AAA على تسهيل سداد ديونها. تم تدمير الفائض والعديد من المحاصيل ، على الرغم من الجوع الذي يعاني منه غالبية الأمريكيين.

18 مايو 1933: إنشاء سلطة وادي تينيسي تم إنشاء شركة Tennessee Valley Authority (TVA) الحكومية كجزء من صفقة روزفلت الجديدة. يهدف ، من خلال الأعمال الكبرى ، إلى الحد من البطالة. كان أكثر من 12 مليون أمريكي عاطلين عن العمل. وبالتالي ، من خلال تطوير حوض تينيسي ، ضمنت الحكومة تنمية اقتصادية للمنطقة مع الحد من أرقام البطالة الكارثية. ووضعت حدا  للفيضانات المتكررة ، أنتجت السدود التي تم بناؤها كهرباء كافية لتلبية احتياجات عدة ملايين من السكان.

16 يونيو 1933: تم التصويت على قانون الانتعاش الصناعي الوطني كجزء من الصفقة الجديدة التي أطلقها روزفلت لوقف الأزمة الاقتصادية ، تبنت الولايات المتحدة قانون NIRA ، وهو قانون للانتعاش الصناعي للبلاد. والغرض منه هو تحسين سلوك الصناعات في مجال المنافسة من خلال تدخل الدولة. والهدف من ذلك هو عقد اتفاقيات بين المجموعات المختلفة ، لا سيما بشأن الأسعار وساعات العمل والأجور.

 لهذا ، تم إنشاء NRA (إدارة التعافي الوطنية). الصناعات ليست مجبرة على الانضمام ، ولكن أولئك الذين يوافقون على الالتزام بالقواعد المنصوص عليها يظهرون جهودهم من خلال تجهيز أنفسهم بشعار النسر الأزرق الذي يحمل الأحرف الأولى من NRA. 

3 يناير 1934: تخفيض قيمة الدولارنتيجة للأزمة الاقتصادية عام 1929 ، انخفضت قيمة الدولار بنسبة 41٪ تقريبًا.

14 أغسطس 1935: تم التوقيع على قانون الضمان الاجتماعي من أجل تقديم المساعدة إلى الأشخاص الأكثر ضعفًا ، سيتيح برنامج New Deal المصادقة على قانون بشأن قانون الضمان الاجتماعي ، وهو نوع من الضمان الاجتماعي.

1 أكتوبر 1936: خفضت فرنسا قيمة الفرنك بعد فترة وجيزة من فوز الجبهة الشعبية في الانتخابات التشريعية ، قررت فرنسا خفض قيمة الفرنك لمواجهة الكساد العظيم. ومع ذلك ، كان رد فعل الدولة متأخراً للغاية مع الأزمة الاقتصادية التي أعقبت انهيار البورصة عام 1929. 

عندما تم تخفيض قيمة الجنيه والدولار قبل سنوات ،
 استمرت الحكومة في الحفاظ على قيمة فرنك بوانكاريه. ثم أدى هذا الوضع إلى اختلال كبير بين الأسعار في السوق الفرنسية وتلك الموجودة في السوق الخارجية. تأثرت بدورها فرنسا ، التي كانت حتى ذلك الحين قد أفلتت من الأزمة بفضل استقلالها المالي. لن يساعد هذا الإجراء المتأخر في إنعاش اقتصاد البلاد ، في حين أن الدول الأخرى بدأت للتو في جذب رؤوسها فوق الماء.

5 أكتوبر 1936: مسيرة جارو للجوع ينطلق سكان إحدى المدن الأكثر تضررًا من الأزمة الاقتصادية لعام 1929 في مسيرة هائلة ضد الجوع. يتجمع حشد من العاطلين عن العمل ويسلكون الطريق نحو لندن. منذ بداية الأزمة ، تم تنظيم العديد من المسيرات المماثلة ، لكن مسيرة جارو ستبقى الأكثر تميزًا في التاريخ.

درس الثورة الروسية وأزمات الديمقراطيات الليبرالية

   
درس الثورة الروسية وأزمات الديمقراطيات الليبرالية




 

مقدمة الثورة 

في سنة1917 وقعتا ثورتان، ثور ة في فبراير ومارس تسمى الاولى ثورة النمط الجديد،التي أطاحت بالحكومة الإمبراطورية والثانية في أكتوبر وضعت الحزب البلشفي في السلطة.
هاتين الثورتين عرفت فيها الإمبراطورية الروسية في أكتوبر 1917م ثورة بروليتارية بقيادة كل من «لينين» و«ستالين» زعيما الحزب البلشفي التي غيرت نظام الحكم بها من نظام ملكي استبدادي إلى نظام اشتراكي.
إذن: 
1  ما هي عوامل قيام الثورة الروسية؟
2  ما هي التدابير التي اتخذت من أجل بناء النظام الاشتراكي؟
3 ما هي طبيعة الأزمات التي عرفتها الديمقراطيات الليبرالية في أوربا؟
І – بعض مظاهر الثورة الروسية والعوامل التي ساهمت في اندلاعها:

 بعض مظاهر الثورة الروسية:

شهدت روسيا مع بداية القرن 20م اندلاع مجموعة من الثورات:

ثورة 1905 م

كانت للثورة الروسية سنة 1905 ، انتفاضة كان لها دور فعال في إقناع القيصرحاول نيكولاس الثاني تحويل الحكومة الروسية من حكم أوتوقراطي إلى ملكية دستورية بيد القيصر . لعدة سنوات قبل عام 1905 وخاصة بعد الحرب الروسية اليابانية المهينة (1904-1905) ، أظهرت مجموعات اجتماعية متنوعة استياءها من النظام الاجتماعي والسياسي الروسي .

 تراوحت احتجاجاتهم من الخطاب الليبرالي إلى الإضرابات وشملت أعمال شغب طلابية واغتيالات إرهابية. اذى إلى انتشار الاستياء حتى لدى العناصر النبلاء المعتدلة. ونمت الأقليات العرقية العديدة في الإمبراطورية الروسية على نحو متزايد تحت الهيمنة الروسية.

وبشكل عام اتخذت الثورة شكل مظاهرات للفلاحين والعمال في الشوارع للمطالبة بإقرار الحريات الدستورية، وكان من نتائجها إنشاء مجلس منتخب «الدوما»، ووضع نظام دستوري للبلاد، إلا أن الصلاحيات الفعلية ظلت بيد القيصر.

ثورة فبراير 1917م

في 23 فبراير (8 مارس ، نمط جديد) ، 1917 ، بدأت الثورة ، لكن لم يتم تنظيمها ولم يتم الاعتراف بها على الفور من قبل أي من الأحزاب أو المجموعات السياسية القائمة. كانت الإضرابات من أجل زيادة الأجور في بعض مصانع بتروغراد تحدث بشكل متقطع لبعض الوقت .

 وفي ذلك اليوم كان ما لا يقل عن 130.000 رجل يعتصمون. يجب أن يضاف إلى هذا العدد العدد الكبير من العاملات اللاتي يحتفلن باليوم العالمي للمرأة . كان عدد المضربين والمتعاطفين معهم كبيرًا ، وعلى الرغم من هدم العديد من متاجر الخبازين على يد الغوغاء .

 لم يكن أي من قادة دومامن ناحية ، لا تعطي الحكومة الإمبراطورية والشرطة من ناحية أخرى الأمر أي اهتمام خاص. وكان الاحتراز الوحيد الذي اتخذته السلطات منع المتظاهرين من الوصول إلى وسط المدينة. في اليوم التالي كان المضربون لا يزالون أكثر عددًا وربما وصلوا إلى 30 بالمائة من إجمالي العمال في بتروغراد.

نجحت بعض شرائح الجمهور في الوصول إلى وسط المدينة ، وسرعان ما أصبح مزاجهم مهددًا. في ذلك اليوم ، انضم طلاب الجامعات إلى الحركة ، لكن الشاغل الرئيسي للمتظاهرين ظل نقص الغذاء الذي ابتليت به العاصمة. تم رفع صيحات قليلة تندد بالاستبداد والحرب

وبشكل عام اتخذت ثورة 1917 م في البداية شكل مظاهرات للنساء ضد ارتفاع الأسعار وندرة المواد الغذائية، وانضم إليها الجنود والعمال فاتخذت طابعا سياسيا، كان من نتائجها الإطاحة بالنظام القيصري، وتشكيل حكومة مؤقتة، لكنها اقتصرت على تحقيق مطالب الطبقة البورجوازية، وقررت مواصلة الحرب إلى جانب الحلفاء ولم تحقق مطالب عامة الشعب.


ثورة أكتوبر 1917م: اتخذت شكل انتفاضة مسلحة قادها الحزب البلشفي، قامت باحتلال عدد كبير من مؤسسات الدولة ومحاصرة المجلس التشريعي واحتلال مقر الحكومة المؤقتة، وكان من نتائجها الإطاحة بالحكومة المؤقتة، وتكوين حكومة بلشفية شرعت في اتخاذ التدابير لبناء النظام الاشتراكي.

– عوامل اندلاع الثورة الروسية:
تضافرت مجموعة من العوامل لتفضي إلى اندلاع الثورة الروسية:
العوامل السياسية: سيادة النظام القيصري المتمسك بالمؤسسات التقليدية القائمة على الحكم الفردي للقيصر، وأرستقراطية كبار الملاكين العقاريين، وهيمنة الكنيسة الأرتدوكسية والجيش، ومحدودية الإصلاحات المطبقة بعد ثورة 1905 (محدودية صلاحيات مجلس الدوما أمام السلطات الواسعة للقيصر).

العوامل الاقتصادية: واجه الاقتصاد الروسي مع بداية القرن 20م عدة صعوبات، تمثلت في فشل الإصلاحات الرامية إلى القضاء على الإقطاعية والتحول نحو النظام الرأسمالي، وزادت الحرب العالمية الأولى من تأزم الوضع حيث قلت المواد الاستهلاكية وارتفعت الأسعار وتزايد عدد العاطلين.

العوامل الاجتماعية: انقسام المجتمع في البوادي إلى طبقة الملاكين الكبار «الكولاك» وطبقة الفلاحين الفقراء «الموجيك»، وفي المدن عانت الطبقة العاملة من استغلال أرباب المصانع.

العوامل العسكرية: خلف دخول روسيا الحرب العالمية الأولى دون استعداد كاف آثارا سلبية، تمثلت في ارتفاع عدد الضحايا، وندرة وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية.

أ – أهم التدابير المتخذة لبناء النظام الاشتراكي السوفياتي:

1 – بعض التحديات التي واجهت ثورة أكتوبر 1917م والتدابير التي اتخذها لينين لمواجهتها:

1 – أ - التدابير الأولية لبناء النظام الاشتراكي:


اتخذ لينين مباشرة بعد نجاح ثورة أكتوبر 1917م مجموعة من التدابير:
على المستوى الداخلي: إلغاء الملكية العقارية الكبيرة، وتأميم الأبناك والصناعة والسكك الحديدية، وإلغاء حرية الصحافة، وإنشاء شرطة سياسية، ومحاكم استثنائية.
على المستوى الخارجي: الانسحاب من الحرب العالمية الأولى، ومنح القوميات حق تقرير المصير، والانسحاب من معاهدة «سايكس بيكو».

وقد أثارت هذه القرارات معارضة كبار الملاكين وأرباب المصانع والدول الرأسمالية تطورت نحو حرب أهلية.


1 – ب – شيوعية الحرب (1918-1921):


شهدت روسيا حربا أهلية دارت بين الجيش الأبيض الذي شكلته القوى المضادة للثورة (كبار الملاكين، ضباط الجيش القيصري، البورجوازية) بدعم من الدول الرأسمالية والجيش الأحمر الذي شكله البلاشفة، وهكذا تمت محاصرة الحكم البولشفي في بيتروغراد وموسكو مما شل نشاطه الاقتصادي، حيث توقفت الكثير من المعامل وظهرت أزمة التموين والغداء

 وأمام الأخطار التي أصبحت تهدد الثورة اتخذ لينين مجموعة من الإجراءات في إطار ما يسمى بـ «شيوعية الحرب»:

اقتصاديا: 

تأميم التجارة الداخلية والخارجية ووسائل النقل، وفرض نظام الأجور المتساوية، ومصادرة فائض الإنتاج الفلاحي من كبار الملاكين لضمان تموين الجيش بالمواد الغذائية.

سياسيا:

 إقرار نظام الحزب الواحد (الحزب الشيوعي) ابتداء من سنة 1918.

عسكريا:

 القضاء على الجيش الأبيض ابتداء من سنة 1920م، واسترجاع الأراضي التي احتلتها الدول الرأسمالية.
وقد خلفت شيوعية الحرب انعكاسات سلبية على المستوى الاقتصادي، تمثلت في تقلص المساحات المزروعة وتراجع الإنتاج نتيجة إجراءات مصادرة فائض الإنتاج، وتقلص الإنتاج الصناعي بفعل سياسة التأميم وسياسة الأجور المتساوية التي دفعت بالأطر العليا إلى الهجرة.

1 – د – السياسة الاقتصادية الجديدة (1921-1928):


أمام تدهور الأوضاع الاقتصادية نتيجة نهج شيوعية الحرب اتخذ لينين مجموعة من الإجراءات ذات الصبغة الليبرالية كمرحلة انتقالية، وتحت مراقبة وتوجيه الدولة (رأسمالية الدولة) في إطار «السياسة الاقتصادية الجديدة»:

في الميدان الفلاحي: 

التراجع عن انتزاع الأراضي ومصادرة فائض الإنتاج، والاكتفاء بفرض ضريبة على الفلاحين، والسماح لهم ببيع جزء من المحصول، ومنحهم إمكانية كراء أراضيهم، وتشغيل عمال أجراء.

في الميدان الصناعي: 

التراجع عن تأميم المقاولات الصغرى، والانفتاح على الرأسمال الأجنبي، وجلب خبراء أجانب.
في الميدان التجاري: تحرير التجارة الداخلية


2 – مساهمة ستالين في بناء النظام الاشتراكي السوفياتي:


بعد وفاة لينين تولى ستالين الحكم، وعمل على ترسيخ النظام الاشتراكي السوفياتي من خلال نهج سياسة التخطيط:

منطلقات سياسة التخطيط: 

انطلق ستالين من الوضعية التي أصبح عليها الإتحاد السوفياتي (وفرة فرص الشغل، تنظيم عمليات الإنتاج، تركز صناعي قوي، حزب واحد منسجم، كيان سياسي مستقل، إرادة قوية لتدارك تأخر الاتحاد السوفياتي مقارنة مع الدول المتقدمة).

أهداف سياسة التخطيط: 

الانتقال بالاتحاد السوفياتي من بلد زراعي يعتمد على تقنيات متواضعة إلى بلد صناعي قوي يتوفر على تقنيات حديثة، والقضاء على كل مظاهر الرأسمالية، وبناء مجتمع اشتراكي، والنهوض بالاقتصاد القروي لبناء قاعدة اقتصادية للنظام الاشتراكي بالبوادي، وتطوير القدرات العسكرية للحفاظ على وحدة واستقلال البلاد.

نتائج سياسة التخطيط: حققت سياسة التخطيط إنجازات إيجابية، تمثلت في: توسع المساحات المزروعة، وتزايد الإنتاج الفلاحي والمعدني والصناعي، وتنوع فروع الإنتاج الصناعي من صناعات ثقيلة (الصلب)، ميكانيكية (السيارات والجرارات)، وكيماوية وفضائية


3 – بعض الأزمات التي شهدتها الديمقراطيات الليبرالية:

1 – الأوضاع العامة بإيطاليا عقب الحرب العالمية الأولى:


شاركت إيطاليا في الحرب وهي تأمل الحصول على أراض ومكاسب جديدة ومكانة رفيعة بين الدول الكبرى وتحقيق الرفاه الاجتماعي، غير أن معارضة دول الحلفاء للمطامع الاستعمارية لإيطاليا حال دون ذلك. وهكذا، فتدمر إيطاليا من مؤتمر الصلح ومعاهدة فرساي أدى إلى تحولات داخلية مختلفة:

على المستوى السياسي: 

محدودية سلطات الملك فيكتور إيمانويل الثالث، وتعدد الأحزاب وتفكك أحزاب اليمين التقليدية مقابل وجود حزب اشتراكي قوي إلا انه غير قادر على أخذ السلطة، وغياب الاستقرار الحكومي، وتجمع أقلية ثورية في حزب شيوعي ضعيف، والصراع بين قوى المعارضة في البرلمان.

على المستوى الإجتماعي: 

خيبة آمال الإيطاليين من نتائج الحرب، وتدهور أوضاع الفلاحين وفشل الوعود بالإصلاح الزراعي، و تزايد أعداد العمال واستياؤهم من الوضع وفقدانهم الثقة في الخطابات الإصلاحية، وتعدد الحركات العمالية المتأثرة بالفكر الاشتراكي، وتزايد المظاهرات والإضرابات العمالية، واندلاع أعمال العنف واحتلال العمال للمصانع.

على المستوى الاقتصادي:

 انخفاض المواد الأولية ومصادر الطاقة، وانخفاض الإنتاج الفلاحي، و ندرة المواد الغذائية، وارتفاع الأسعار، وتفشي البطالة، وركود المبادلات التجارية.

ايطاليا :

وقد استغل «موسوليني» هذه الظروف لإقامة نظام ديكتاتوري في إيطاليا، معتمدا على عصابات شبه عسكرية (القمصان السود) التي أثارت الرعب في إيطاليا وقامت بعمليات إرهابية ضد الاشتراكيين، فرضخ الملك «إيمانويل الثالث» لمطالب «موسوليني» وكلفه بتشكيل الحكومة، وهكذا انتصرت الفاشية واستولى الدوتشي على الحكم.

فرنسا :
الأوضاع العامة بفرنسا عقب الحرب العالمية الأولى:

اقتصاديا: 

سقوط فرنسا في أزمة مالية خانقة دفعها إلى رفع قيمة الضرائب (خاصة على فئة رجال الصناعة والتجار) مما ساهم في إفلاسهم، وتفاقم معاناة فرنسا من الخسائر المادية والبشرية الناتجة عن الحرب العالمية الأولى.

ارتفاع قوي لسعر الفرنك نتيجة تخفيض قيمة الجنيه الإسترليني والدولار أدى إلى إضعاف الصادرات وغزو السلع الأجنبية السوق الفرنسية، نتج عنه عجز الميزان التجاري الفرنسي وتدهور الاقتصاد الفرنسي.

اجتماعيا: 

تغيير البنية العمرية والجنسية للسكان نتيجة الحرب، وانخفاض نسبة المواليد وارتفاع نسبة الشيوخ والنساء، وتضرر كافة الفئات من نتائج الحرب، وتفاقم أوضاع سكان البوادي بفعل التهميش، وانتشار وتفاقم البطالة بفعل استفحال الأزمة الاقتصادية، وتزايد الخوف والقلق من المستقبل.

سياسيا: 

تعدد الأحزاب المتصارعة على الحكم وتحميل الرأي العام مسؤولية الأزمات للمؤسسات والأحزاب، وظهور جماعات متطرفة (جماعة الصليب النازي، حركة فرنسا)، وظهور تكتلات حزبية للتصدي للخطر الألماني، وظهور حزب فاشي (الكتلة الوطنية 1919م، والحزب الشيوعي الفرنسي) المساند للثورة الروسية.

خاتمة:

تغير مجرى تاريخ روسيا بعد سقوط الامبراطورية واعتباء الاشتراكيين الحكم ،وقد غيرت الثورة الروسية مجرى التاريخ في روسيا خاصة وفي العالم عامة، وستكون أحد الأسباب الرئيسية في قيام عدة أزمات منها الصراع الاديولوجي والحرب الباردة، وتبقى الخاسر الأكبر هي الشعوب الفقيرة.

درس الثورة الروسية وأزمات الديمقراطيات الليبرالية

   
درس الثورة الروسية وأزمات الديمقراطيات الليبرالية




 

مقدمة الثورة 

في سنة1917 وقعتا ثورتان، ثور ة في فبراير ومارس تسمى الاولى ثورة النمط الجديد،التي أطاحت بالحكومة الإمبراطورية والثانية في أكتوبر وضعت الحزب البلشفي في السلطة.
هاتين الثورتين عرفت فيها الإمبراطورية الروسية في أكتوبر 1917م ثورة بروليتارية بقيادة كل من «لينين» و«ستالين» زعيما الحزب البلشفي التي غيرت نظام الحكم بها من نظام ملكي استبدادي إلى نظام اشتراكي.
إذن: 
1  ما هي عوامل قيام الثورة الروسية؟
2  ما هي التدابير التي اتخذت من أجل بناء النظام الاشتراكي؟
3 ما هي طبيعة الأزمات التي عرفتها الديمقراطيات الليبرالية في أوربا؟
І – بعض مظاهر الثورة الروسية والعوامل التي ساهمت في اندلاعها:

 بعض مظاهر الثورة الروسية:

شهدت روسيا مع بداية القرن 20م اندلاع مجموعة من الثورات:

ثورة 1905 م

كانت للثورة الروسية سنة 1905 ، انتفاضة كان لها دور فعال في إقناع القيصرحاول نيكولاس الثاني تحويل الحكومة الروسية من حكم أوتوقراطي إلى ملكية دستورية بيد القيصر . لعدة سنوات قبل عام 1905 وخاصة بعد الحرب الروسية اليابانية المهينة (1904-1905) ، أظهرت مجموعات اجتماعية متنوعة استياءها من النظام الاجتماعي والسياسي الروسي .

 تراوحت احتجاجاتهم من الخطاب الليبرالي إلى الإضرابات وشملت أعمال شغب طلابية واغتيالات إرهابية. اذى إلى انتشار الاستياء حتى لدى العناصر النبلاء المعتدلة. ونمت الأقليات العرقية العديدة في الإمبراطورية الروسية على نحو متزايد تحت الهيمنة الروسية.

وبشكل عام اتخذت الثورة شكل مظاهرات للفلاحين والعمال في الشوارع للمطالبة بإقرار الحريات الدستورية، وكان من نتائجها إنشاء مجلس منتخب «الدوما»، ووضع نظام دستوري للبلاد، إلا أن الصلاحيات الفعلية ظلت بيد القيصر.

ثورة فبراير 1917م

في 23 فبراير (8 مارس ، نمط جديد) ، 1917 ، بدأت الثورة ، لكن لم يتم تنظيمها ولم يتم الاعتراف بها على الفور من قبل أي من الأحزاب أو المجموعات السياسية القائمة. كانت الإضرابات من أجل زيادة الأجور في بعض مصانع بتروغراد تحدث بشكل متقطع لبعض الوقت .

 وفي ذلك اليوم كان ما لا يقل عن 130.000 رجل يعتصمون. يجب أن يضاف إلى هذا العدد العدد الكبير من العاملات اللاتي يحتفلن باليوم العالمي للمرأة . كان عدد المضربين والمتعاطفين معهم كبيرًا ، وعلى الرغم من هدم العديد من متاجر الخبازين على يد الغوغاء .

 لم يكن أي من قادة دومامن ناحية ، لا تعطي الحكومة الإمبراطورية والشرطة من ناحية أخرى الأمر أي اهتمام خاص. وكان الاحتراز الوحيد الذي اتخذته السلطات منع المتظاهرين من الوصول إلى وسط المدينة. في اليوم التالي كان المضربون لا يزالون أكثر عددًا وربما وصلوا إلى 30 بالمائة من إجمالي العمال في بتروغراد.

نجحت بعض شرائح الجمهور في الوصول إلى وسط المدينة ، وسرعان ما أصبح مزاجهم مهددًا. في ذلك اليوم ، انضم طلاب الجامعات إلى الحركة ، لكن الشاغل الرئيسي للمتظاهرين ظل نقص الغذاء الذي ابتليت به العاصمة. تم رفع صيحات قليلة تندد بالاستبداد والحرب

وبشكل عام اتخذت ثورة 1917 م في البداية شكل مظاهرات للنساء ضد ارتفاع الأسعار وندرة المواد الغذائية، وانضم إليها الجنود والعمال فاتخذت طابعا سياسيا، كان من نتائجها الإطاحة بالنظام القيصري، وتشكيل حكومة مؤقتة، لكنها اقتصرت على تحقيق مطالب الطبقة البورجوازية، وقررت مواصلة الحرب إلى جانب الحلفاء ولم تحقق مطالب عامة الشعب.


ثورة أكتوبر 1917م: اتخذت شكل انتفاضة مسلحة قادها الحزب البلشفي، قامت باحتلال عدد كبير من مؤسسات الدولة ومحاصرة المجلس التشريعي واحتلال مقر الحكومة المؤقتة، وكان من نتائجها الإطاحة بالحكومة المؤقتة، وتكوين حكومة بلشفية شرعت في اتخاذ التدابير لبناء النظام الاشتراكي.

– عوامل اندلاع الثورة الروسية:
تضافرت مجموعة من العوامل لتفضي إلى اندلاع الثورة الروسية:
العوامل السياسية: سيادة النظام القيصري المتمسك بالمؤسسات التقليدية القائمة على الحكم الفردي للقيصر، وأرستقراطية كبار الملاكين العقاريين، وهيمنة الكنيسة الأرتدوكسية والجيش، ومحدودية الإصلاحات المطبقة بعد ثورة 1905 (محدودية صلاحيات مجلس الدوما أمام السلطات الواسعة للقيصر).

العوامل الاقتصادية: واجه الاقتصاد الروسي مع بداية القرن 20م عدة صعوبات، تمثلت في فشل الإصلاحات الرامية إلى القضاء على الإقطاعية والتحول نحو النظام الرأسمالي، وزادت الحرب العالمية الأولى من تأزم الوضع حيث قلت المواد الاستهلاكية وارتفعت الأسعار وتزايد عدد العاطلين.

العوامل الاجتماعية: انقسام المجتمع في البوادي إلى طبقة الملاكين الكبار «الكولاك» وطبقة الفلاحين الفقراء «الموجيك»، وفي المدن عانت الطبقة العاملة من استغلال أرباب المصانع.

العوامل العسكرية: خلف دخول روسيا الحرب العالمية الأولى دون استعداد كاف آثارا سلبية، تمثلت في ارتفاع عدد الضحايا، وندرة وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية.

أ – أهم التدابير المتخذة لبناء النظام الاشتراكي السوفياتي:

1 – بعض التحديات التي واجهت ثورة أكتوبر 1917م والتدابير التي اتخذها لينين لمواجهتها:

1 – أ - التدابير الأولية لبناء النظام الاشتراكي:


اتخذ لينين مباشرة بعد نجاح ثورة أكتوبر 1917م مجموعة من التدابير:
على المستوى الداخلي: إلغاء الملكية العقارية الكبيرة، وتأميم الأبناك والصناعة والسكك الحديدية، وإلغاء حرية الصحافة، وإنشاء شرطة سياسية، ومحاكم استثنائية.
على المستوى الخارجي: الانسحاب من الحرب العالمية الأولى، ومنح القوميات حق تقرير المصير، والانسحاب من معاهدة «سايكس بيكو».

وقد أثارت هذه القرارات معارضة كبار الملاكين وأرباب المصانع والدول الرأسمالية تطورت نحو حرب أهلية.


1 – ب – شيوعية الحرب (1918-1921):


شهدت روسيا حربا أهلية دارت بين الجيش الأبيض الذي شكلته القوى المضادة للثورة (كبار الملاكين، ضباط الجيش القيصري، البورجوازية) بدعم من الدول الرأسمالية والجيش الأحمر الذي شكله البلاشفة، وهكذا تمت محاصرة الحكم البولشفي في بيتروغراد وموسكو مما شل نشاطه الاقتصادي، حيث توقفت الكثير من المعامل وظهرت أزمة التموين والغداء

 وأمام الأخطار التي أصبحت تهدد الثورة اتخذ لينين مجموعة من الإجراءات في إطار ما يسمى بـ «شيوعية الحرب»:

اقتصاديا: 

تأميم التجارة الداخلية والخارجية ووسائل النقل، وفرض نظام الأجور المتساوية، ومصادرة فائض الإنتاج الفلاحي من كبار الملاكين لضمان تموين الجيش بالمواد الغذائية.

سياسيا:

 إقرار نظام الحزب الواحد (الحزب الشيوعي) ابتداء من سنة 1918.

عسكريا:

 القضاء على الجيش الأبيض ابتداء من سنة 1920م، واسترجاع الأراضي التي احتلتها الدول الرأسمالية.
وقد خلفت شيوعية الحرب انعكاسات سلبية على المستوى الاقتصادي، تمثلت في تقلص المساحات المزروعة وتراجع الإنتاج نتيجة إجراءات مصادرة فائض الإنتاج، وتقلص الإنتاج الصناعي بفعل سياسة التأميم وسياسة الأجور المتساوية التي دفعت بالأطر العليا إلى الهجرة.

1 – د – السياسة الاقتصادية الجديدة (1921-1928):


أمام تدهور الأوضاع الاقتصادية نتيجة نهج شيوعية الحرب اتخذ لينين مجموعة من الإجراءات ذات الصبغة الليبرالية كمرحلة انتقالية، وتحت مراقبة وتوجيه الدولة (رأسمالية الدولة) في إطار «السياسة الاقتصادية الجديدة»:

في الميدان الفلاحي: 

التراجع عن انتزاع الأراضي ومصادرة فائض الإنتاج، والاكتفاء بفرض ضريبة على الفلاحين، والسماح لهم ببيع جزء من المحصول، ومنحهم إمكانية كراء أراضيهم، وتشغيل عمال أجراء.

في الميدان الصناعي: 

التراجع عن تأميم المقاولات الصغرى، والانفتاح على الرأسمال الأجنبي، وجلب خبراء أجانب.
في الميدان التجاري: تحرير التجارة الداخلية


2 – مساهمة ستالين في بناء النظام الاشتراكي السوفياتي:


بعد وفاة لينين تولى ستالين الحكم، وعمل على ترسيخ النظام الاشتراكي السوفياتي من خلال نهج سياسة التخطيط:

منطلقات سياسة التخطيط: 

انطلق ستالين من الوضعية التي أصبح عليها الإتحاد السوفياتي (وفرة فرص الشغل، تنظيم عمليات الإنتاج، تركز صناعي قوي، حزب واحد منسجم، كيان سياسي مستقل، إرادة قوية لتدارك تأخر الاتحاد السوفياتي مقارنة مع الدول المتقدمة).

أهداف سياسة التخطيط: 

الانتقال بالاتحاد السوفياتي من بلد زراعي يعتمد على تقنيات متواضعة إلى بلد صناعي قوي يتوفر على تقنيات حديثة، والقضاء على كل مظاهر الرأسمالية، وبناء مجتمع اشتراكي، والنهوض بالاقتصاد القروي لبناء قاعدة اقتصادية للنظام الاشتراكي بالبوادي، وتطوير القدرات العسكرية للحفاظ على وحدة واستقلال البلاد.

نتائج سياسة التخطيط: حققت سياسة التخطيط إنجازات إيجابية، تمثلت في: توسع المساحات المزروعة، وتزايد الإنتاج الفلاحي والمعدني والصناعي، وتنوع فروع الإنتاج الصناعي من صناعات ثقيلة (الصلب)، ميكانيكية (السيارات والجرارات)، وكيماوية وفضائية


3 – بعض الأزمات التي شهدتها الديمقراطيات الليبرالية:

1 – الأوضاع العامة بإيطاليا عقب الحرب العالمية الأولى:


شاركت إيطاليا في الحرب وهي تأمل الحصول على أراض ومكاسب جديدة ومكانة رفيعة بين الدول الكبرى وتحقيق الرفاه الاجتماعي، غير أن معارضة دول الحلفاء للمطامع الاستعمارية لإيطاليا حال دون ذلك. وهكذا، فتدمر إيطاليا من مؤتمر الصلح ومعاهدة فرساي أدى إلى تحولات داخلية مختلفة:

على المستوى السياسي: 

محدودية سلطات الملك فيكتور إيمانويل الثالث، وتعدد الأحزاب وتفكك أحزاب اليمين التقليدية مقابل وجود حزب اشتراكي قوي إلا انه غير قادر على أخذ السلطة، وغياب الاستقرار الحكومي، وتجمع أقلية ثورية في حزب شيوعي ضعيف، والصراع بين قوى المعارضة في البرلمان.

على المستوى الإجتماعي: 

خيبة آمال الإيطاليين من نتائج الحرب، وتدهور أوضاع الفلاحين وفشل الوعود بالإصلاح الزراعي، و تزايد أعداد العمال واستياؤهم من الوضع وفقدانهم الثقة في الخطابات الإصلاحية، وتعدد الحركات العمالية المتأثرة بالفكر الاشتراكي، وتزايد المظاهرات والإضرابات العمالية، واندلاع أعمال العنف واحتلال العمال للمصانع.

على المستوى الاقتصادي:

 انخفاض المواد الأولية ومصادر الطاقة، وانخفاض الإنتاج الفلاحي، و ندرة المواد الغذائية، وارتفاع الأسعار، وتفشي البطالة، وركود المبادلات التجارية.

ايطاليا :

وقد استغل «موسوليني» هذه الظروف لإقامة نظام ديكتاتوري في إيطاليا، معتمدا على عصابات شبه عسكرية (القمصان السود) التي أثارت الرعب في إيطاليا وقامت بعمليات إرهابية ضد الاشتراكيين، فرضخ الملك «إيمانويل الثالث» لمطالب «موسوليني» وكلفه بتشكيل الحكومة، وهكذا انتصرت الفاشية واستولى الدوتشي على الحكم.

فرنسا :
الأوضاع العامة بفرنسا عقب الحرب العالمية الأولى:

اقتصاديا: 

سقوط فرنسا في أزمة مالية خانقة دفعها إلى رفع قيمة الضرائب (خاصة على فئة رجال الصناعة والتجار) مما ساهم في إفلاسهم، وتفاقم معاناة فرنسا من الخسائر المادية والبشرية الناتجة عن الحرب العالمية الأولى.

ارتفاع قوي لسعر الفرنك نتيجة تخفيض قيمة الجنيه الإسترليني والدولار أدى إلى إضعاف الصادرات وغزو السلع الأجنبية السوق الفرنسية، نتج عنه عجز الميزان التجاري الفرنسي وتدهور الاقتصاد الفرنسي.

اجتماعيا: 

تغيير البنية العمرية والجنسية للسكان نتيجة الحرب، وانخفاض نسبة المواليد وارتفاع نسبة الشيوخ والنساء، وتضرر كافة الفئات من نتائج الحرب، وتفاقم أوضاع سكان البوادي بفعل التهميش، وانتشار وتفاقم البطالة بفعل استفحال الأزمة الاقتصادية، وتزايد الخوف والقلق من المستقبل.

سياسيا: 

تعدد الأحزاب المتصارعة على الحكم وتحميل الرأي العام مسؤولية الأزمات للمؤسسات والأحزاب، وظهور جماعات متطرفة (جماعة الصليب النازي، حركة فرنسا)، وظهور تكتلات حزبية للتصدي للخطر الألماني، وظهور حزب فاشي (الكتلة الوطنية 1919م، والحزب الشيوعي الفرنسي) المساند للثورة الروسية.

خاتمة:

تغير مجرى تاريخ روسيا بعد سقوط الامبراطورية واعتباء الاشتراكيين الحكم ،وقد غيرت الثورة الروسية مجرى التاريخ في روسيا خاصة وفي العالم عامة، وستكون أحد الأسباب الرئيسية في قيام عدة أزمات منها الصراع الاديولوجي والحرب الباردة، وتبقى الخاسر الأكبر هي الشعوب الفقيرة.

الثلاثاء، 18 يناير 2022

التحالفات الرئيسية في الحرب العالمية الأولى

الخريطة السياسية لأوروبا بعد الحرب


بحلول عام 1914 ، انقسمت القوى الست الكبرى في أوروبا إلى تحالفين من شأنه أن يشكل الأطراف المتحاربة في الحرب العالمية الأولى . شكلت بريطانيا وفرنسا وروسيا الوفاق الثلاثي ، بينما انضمت ألمانيا والنمسا والمجر وإيطاليا إلى التحالف الثلاثي. لم تكن هذه التحالفات هي السبب الوحيد للحرب العالمية الأولى ، كما زعم بعض المؤرخين ، لكنها لعبت دورًا مهمًا في تسريع اندفاع أوروبا إلى الصراع.
القوى المركزية

بعد سلسلة من الانتصارات العسكرية من عام 1862 إلى عام 1871 ، شكل المستشار البروسي أوتو فون بسمارك دولة ألمانية من عدة إمارات صغيرة. بعد التوحيد ، خشي بسمارك من أن الدول المجاورة ، وخاصة فرنسا والنمسا والمجر ، قد تعمل على تدمير ألمانيا. أراد بسمارك سلسلة دقيقة من التحالفات وقرارات السياسة الخارجية التي من شأنها أن تعمل على استقرار ميزان القوى في أوروبا. كان يعتقد أنه بدونهم ، كانت حرب قارية أخرى حتمية.

التحالف المزدوج

علم بسمارك أن التحالف مع فرنسا لم يكن ممكنًا بسبب الغضب الفرنسي المستمر على الألزاس واللورين ، وهي مقاطعة استولت عليها ألمانيا في عام 1871 بعد هزيمة فرنسا في الحرب الفرنسية البروسية. في غضون ذلك ، كانت بريطانيا تنتهج سياسة فك الارتباط وكانت مترددة في تشكيل أي تحالفات أوروبية.

تحول بسمارك إلى النمسا والمجر وروسيا. في عام 1873 ، تم إنشاء رابطة الأباطرة الثلاثة ، وتعهدت بالدعم المتبادل في زمن الحرب بين ألمانيا والنمسا والمجر وروسيا. انسحبت روسيا في عام 1878 ، وشكلت ألمانيا والنمسا والمجر التحالف المزدوج في عام 1879. ووعد التحالف المزدوج بأن الأطراف سوف تساعد بعضها البعض إذا هاجمتهم روسيا أو إذا ساعدت روسيا قوة أخرى في حالة حرب مع أي من الدولتين

التحالف الثلاثي

في عام 1882 ، عززت ألمانيا والنمسا والمجر روابطهما من خلال تشكيل التحالف الثلاثي مع إيطاليا. وتعهدت الدول الثلاث بتقديم الدعم في حالة تعرض أي منها للهجوم من قبل فرنسا. إذا وجد أي عضو نفسه في حالة حرب مع دولتين أو أكثر في وقت واحد ، فإن التحالف سيساعدهم. وأصرت إيطاليا ، أضعف الدول الثلاث ، على بند أخير ، يلغي الاتفاق إذا كان أعضاء التحالف الثلاثي هم المعتدون. بعد فترة وجيزة ، وقعت إيطاليا اتفاقًا مع فرنسا ، تعهدت بالدعم إذا هاجمتهم ألمانيا.

إعادة التأمين الروسية

كان بسمارك حريصًا على تجنب خوض حرب على جبهتين ، مما يعني عقد شكل من أشكال الاتفاق مع فرنسا أو روسيا. بالنظر إلى العلاقات المتوترة مع فرنسا ، وقع بسمارك ما أسماه "معاهدة إعادة التأمين" مع روسيا ، مشيرًا إلى أن كلا البلدين سيظلان محايدين إذا تورط أحدهما في حرب مع طرف ثالث. إذا كانت تلك الحرب مع فرنسا ، فإن روسيا ليست ملزمة بمساعدة ألمانيا. ومع ذلك ، استمرت هذه المعاهدة حتى عام 1890 فقط ، عندما سمحت الحكومة التي حلت محل بسمارك بسقوطها.لقد أراد الروس الاحتفاظ بها. عادة ما ينظر إلى هذا على أنه خطأ كبير من قبل حلفاء بسمارك

بعد بسمارك

بمجرد أن تم التصويت على خروج بسمارك من السلطة ، بدأت سياسته الخارجية المصممة بعناية في الانهيار. حرصًا على توسيع إمبراطورية أمته ، اتبع القيصر الألماني فيلهلم الثاني سياسة عسكرية عدوانية. وقد عززت بريطانيا وروسيا وفرنسا علاقاتها مع القلق من التعزيزات البحرية الألمانية. في غضون ذلك ، أثبت قادة ألمانيا المنتخبون الجدد عدم كفاءتهم في الحفاظ على تحالفات بسمارك ، وسرعان ما وجدت الأمة نفسها محاطة بقوى معادية.

دخلت روسيا في اتفاقية مع فرنسا عام 1892 ، منصوص عليها في الاتفاقية العسكرية الفرنسية الروسية. كانت الشروط فضفاضة ولكنها قيدت كلا البلدين لدعم بعضهما البعض في حالة تورطهما في حرب. تم تصميمه لمواجهة التحالف الثلاثي. الكثير من الدبلوماسية التي اعتبرها بسمارك حاسمة لبقاء ألمانيا قد تراجعت في غضون سنوات قليلة ، وواجهت الأمة مرة أخرى تهديدات على جبهتين.

الوفاق الثلاثي

بسبب القلق بشأن التهديد الذي تشكله القوى المتنافسة على المستعمرات ، بدأت بريطانيا العظمى في البحث عن تحالفات خاصة بها. على الرغم من أن بريطانيا لم تدعم فرنسا في الحرب الفرنسية البروسية ، تعهدت الدولتان بالدعم العسكري لبعضهما البعض في الوفاق الودي عام 1904. بعد ثلاث سنوات ، وقعت بريطانيا اتفاقية مماثلة مع روسيا. في عام 1912 ، ربطت الاتفاقية البحرية الأنجلو-فرنسية بين بريطانيا وفرنسا عسكريا بشكل أوثق.

عندما اغتيل الأرشيدوق النمساوي فرانز فرديناند وزوجته عام 1914 ، ردت القوى العظمى في أوروبا بطريقة أدت إلى حرب واسعة النطاق في غضون أسابيع. حارب الوفاق الثلاثي التحالف الثلاثي ، على الرغم من أن إيطاليا سرعان ما غيرت موقفها. الحرب التي اعتقدت جميع الأطراف أنها ستنتهي بحلول عيد الميلاد عام 1914 استمرت بدلاً من ذلك لمدة أربع سنوات طويلة ، مما أدى في النهاية إلى دخول الولايات المتحدة في الصراع. بحلول الوقت الذي تم فيه توقيع معاهدة فرساي في عام 1919 ، التي أنهت الحرب العظمى رسميًا ، كان أكثر من 8.5 مليون جندي 1  و 7 ملايين مدني قد لقوا مصرعهم. 2